الغالية الأستاذة هدى الخطيب
أشكركِ مرة أخرى على فتح هذا الملف الهام , وبإذن الله سنتعاون جميعاً
على إثرائه بتوثيق العائلات الفلسطينية , وسأنهج نهج العزيزة الأستاذة
ميساء وأكتب عن عائلتي آل شمّا .
آل شمّا
بفتح الشين وتشديد الميم , بطن من آل عامر ,من آل ربيعة , من طي , منازلهم مع قومهم آل مِرّا ببلاد الشام . أما آل مِرّا بكسر الميم , بطن من آل ربيعة من طي, وهم بنو مِرّا بن ربيعة . قال في مسالك الأبصار في معرفة الأمصار إن ديارهم بلاد الحيدورو "الجولان" إلى الزرقاء , والضليل إلى بصرى, ومشرقاً إلى الحِرّة المعروفة بحرّة كشب قرب مكة المكرمة . ثم قال : وربما طال بهم السّفر وامتد بهم المرعى , فإن خصب الشتاء وسعّراً في الأرض, وأطالوا عدد الأيام والليالي حتى تصبح مكة المكرمة وراء ظهورهم , ويكاد نجم سهيل يصبح قشامّهم ويصيرون مستقبلين بوجوههم الشام, ثم قال بأن أصلهم شرفٌ لهم لأنهم من سلسلة ابن عنين بن سلامان من طي وهم كرام العرب وأهل البأس والنجدة , وقد شرّف الله العرب, إذ بعث منهم محمداً صلى الله عليه وسلم , وأنزل فيهم كتابه , وجعل فيهم الخلافة والمُلك , وابتزلهم مُلك فارس والر وم وقرع بأسنتهم تاج كسرى وقيصر , وكفى بذلك شرفاً لايُطاول, وفخراً لايُتناول .
كذلك قال الحمداني : كان ربيعة هذا قد نشأ في أيام أتابك زنكي وولده نور الدين صاحب الشام , ونبغ بين العرب , ووِلدَه أربعة هم : فضل , و مِرا , و ثابت , و غفل .
ومنهم تفرعت آل ربيعة . قال في العبر : كانت الرئاسة أمام الفاطمين لبني الجرّاح , ثم صارت لمِرا ابن ربيعة . قال : وكلهم ورثوا أرض غسّان بالشام وملكهم على العرب . ثم صارت الرئاسة لآل عيسى ابن مهنا ابن فضل بن ربيعة . قال الحمداني : وفي آل ربيعة هؤلاء جماعة كثيرة أعيان ولهم مكانة وأبهة , ثم ذكر مكانتهم عند ملوك مصر .
(المرجع: كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) رقم 1- صفحة61 ورقم 2 – صفحة 57
أما أصل اسم شمّا ومنشأه بين آل مِرا من بني عامر , فربما يرتبط بالقصة القصيرة المذكورة في سيرة بني هلال عن الأميرة الشمّاء بنت مالك بن جَرور . ويقال إنها كانت في صباها فارسة لا يشقّ لها غبار , وقد اشترطت على أبيها الأمير مالك ألا تقبل الزواج إلاّ ممن يفوز عليها بكل ألعاب الفروسية والمبارزة . ولم يفز عليها سوى واحد من أبناء عمومتها من آل عامر .
وقد خرجت معه في رحلة طويلة إلى البحر . وهناك خرج عليهم ليلاً عدد من القراصنة وأخذاهما غدراً . وساقاهما مع العبيد إلى جزيرة قبرص التي كان يحكمها الرّوم , ولأنها كانت في زي فارس عربي كعادتها, لم ينتبه أحد لأنوثتها . فقصت شعرها وشدّت صدرها وأحسنت تنكرها وعاشت كالرجال . ولمّا كانت تجيد الفروسية والمبارزة فقد قارعت الرجال حتى عُينت في الحرس الملازم لمولاها, ثم في الحرس الملكي . وارتقت في مراتب الجيش حتى تبوأت منصب قائد حرس الملك , وأخيراً وبفضل مركزها تمكنت من إنقاذ زوجها من نير العبودية , وتمكنت معه من مغادرة قبرص فراراً من إصرار الأميرة على الزواج منها , ظناً منها كالجميع بأنها رجل .
وعندما عادت إلى آل عامر , بنت فيهم بما اكتسبت من خبرة جيشاً لا يُقهر . وقد آخت من بين الرجال أربعين فارساً , وقد ظلوا حتى شاخت ينتخون باسمها ويهرعون إليها لدى سماعهم " طبلها الرّجوج " وكل منهم يرد العبارة المشهورة " جئتك وأنا أخو شمّا " وكانوا وحدهم قادرين على رد أي غزو , ونجدة أي قوم يستنجدون بالشمّاء . هذا وقد ذهبت تلك العبارة " أنا أخو شمّا " مثلاً للنجدة والنخوة حتى يومنا هذا . وعن تلك الجدّة العظيمة اكتسبت "عائلة شمّا " هذا الاسم الأشم . ومع الزمن زالت الهمزة التي تلي الألف من اللفظ أولاً , ثم من الكتابة .
وتبدأ شجرة العائلة من جدّنا المعروف وهو " إبراهيم شمّا " والذي استقر في مدينة صفد بفلسطين , ومنه تفرعت عائلتنا . كما وأن له أخوين ذهب أحدهما إلى مصر واستقر فيها وتوفي دون زواج , والآخر يدعى فواز وهو الذي استقر في دمشق وفي حي الميدان بالذات , وما زال نسله فيها وحولها إلى يومنا هذا .
وإذا عدنا إلى النسب الأصلي للعائلة فهو كما يلي :
آل شمّا من آل عامر وم مِرّا من ربيعة , من سالم, من شبيب , من حارم من علي من الفرج من ذهل من جراح من شبيب من مسعود من سعيد من حرب من السكن من ربيع من علقى من حوط من عمرو من خالد من سعيد من عدي من أفلت من سلسلة من ثعل من عمرو من سلسيلة من غنم من توب من معن من عنود من عنين من سلامان من ثعل من عمرو من الغوث من طيّ, من أدد من زيد من يشجب من يعرب من زيد من كهلان من سباء من عابر من شالخ من أرفخشد من سام من نوح "عليه السلام" من لامك من متوشلج من أخنوخ إلى إدريس عليه السلام . من اليارد من مهلائيل من قينان من أنوش " أو يانش" من شيث " عليه السلام" من سيدنا آدم " عليه السلام ".
هذا ما توفر لدي عن آل شمّا , وإن كان لدى الأخ مازن شمّا معلومات أكثر أرجو منه أن يرفد هذا الموضوع ويثريه .