09 / 05 / 2008, 06 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
الإعلام العربي وذكرى 15 مايو
[frame="13 90"]
[align=justify]
الإعلام العربي وذكرى 15 مايو د. أحمد يوسف القرعي
في غفلة من الزمن الرديء دامت للأسف حتى 60 عاما, أعلن قيام اسرائيل, عشية الخامس عشر من مايو1948 في سقطة من سقطات النظام الدولي آنذاك, وفي رحلة عصيبة مرت بها الأمة العربية الإسلامية, ولاتزال الأمة تعاني أعراضها بصورة أشد وأقسي حتي الآن, فالأمة تعيش حاليا علي سطح صفيح ساخن مليء بثقوب أشد سخونة ابتداء من فلسطين الي العراق ومرورا بدارفور السودان والصومال ولبنان.. وما خفي كان أعظم وأشد هولا.
والتساؤل المطروح: كيف تستقبل الأمة العربية الاسلامية بكل أجيالها الذكري الستين لقيام إسرائيل الخميس المقبل؟
وكيف يتعامل الإعلام العربي الإسلامي مع أصداء الاحتفالات الاسرائيلية المتوقعة بمثل هذا اليوم وأخطر مظاهر تلك الاحتفالات كما هو متوقع سوف يكون بمشاركة الولايات المتحدة( الحليف الاستراتيجي لإسرائيل) وزيارة الرئيس بوش المنتظرة للمشاركة الشخصية في تلك الاحتفالات حاملا لإسرائيل كما تشير التوقعات أجمل الهدايا التي طال انتظار اسرائيل اليها وهي قرار بوش بنقل السفارة الأمريكية الي القدس تنفيذا لقانون الكونجرس الأمريكي الصادر منذ عام1995 تحت عنوان( القدس عاصمة موحدة وأبدية لاسرائيل) وظل كل من الرئيس كلينتون ثم الرئيس بوش يؤجل صدور هذا القرار الخطير كل ستة أشهر طوال الـ14 عاما الماضية, وكان الرئيس بوش قد مهد لمثل تلك الخطوة في زيارته الأخيرة لإسرائيل وهو يتحدث عن يهودية الدولة الاسرائيلية مع تحليه بوضع القلنصوة( الطاقية) اليهودية علي رأسه في أثناء الزيارة, بينما تناسي ـ عمدا ـ وضع الشال الفلسطيني علي رأسه أو كتفيه أو حول رقبته وهو يزور ابو مازن في رام الله, ومثل هذا المشهد لم يأت اعتباطا بل كان مقصودا بذاته ليبرهن لكل يهود العالم مدي انحيازه المطلق لإسرائيل.
ولو صدقت التوقعات وتحققت تلك الخطوة فإنها تأتي في الاتجاه المعاكس تماما لمرحلة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الطويلة(1990 ـ2008) وبسببها يمكن قلب مائدة المفاوضات رأسا علي عقب وتعود المنطقة كلها الي المربع الأول الذي بدأ خطواته الأولي في مدريد1990 ثم أوسلو(1) وأوسلو(2) عام1992, وحتي كامب ديفيد ـ2 عام2000 وانتهاء بتجميد المفاوضات أو التلاعب بها ابتداء من شارون( الذي لايزال في غيبوبته) إلي أولمرت الذي وقع أخيرا في شر أعماله الشخصية, فضلا عن شرور أعماله التفاوضية مع الجانب الفلسطيني.
***
تلك مقدمات طالت ـ من أسوأ توقعات احتفالات اسرائيل بالعيد الستيني لقيامها ـ خارج سياق الشرعية الدولية ـ ولكن الأهم بالنسبة الينا كأمة عربية اسلامية كيف نستقبل فجر هذا اليوم المشئوم(15 مايو) وصباحه وضحاه ومساءه وليله حالك السواد؟
إننا نخطئ كثيرا لو اعتقدنا ان اسرائيل سوف تحتفل بهذا اليوم ـ علي مدي الـ24 ساعة ـ فاحتفالات اسرائيل بيوم قيامها كدولة( اصطناعية) من المتوقع ان تمتد لعام كامل, لقد فعلت اسرائيل هذا من قبل عندما احتفلت أوائل أغسطس1995 بـ(القدس3000) ذكري الألف الثالثة لإعلان القدس عاصمة لمملكة يهودا عام996 قبل الميلاد, واستمر الاحتفال علي مدي سنة كبيسة كاملة( وفقا للتقويم العبري) حتي انتهت في ديسمبر1996.
من هنا فإن الإعلام العربي يخطئ كثيرا لو اكتفي بالأجندة الإعلامية التقليدية والتي تنحصر في اصدار عدد من البيانات الحماسية اللفظية وتكاد تكون صورة طبق الأصل من بيانات صدرت في مثل تلك المناسبة خلال السنوات السابقة.
يعني هذا أننا أحوج ما نكون الي أجندة إعلامية طارئة ومكثفة تعكس وجهة نظر57 دولة عربية واسلامية بكثافة سكانية تقترب من المليار ونصف المليار نسمة.. أجندة اعلامية طارئة تخاطب الرأي العام العالمي صباح الخميس المقبل(15 مايو) بصوت واحد وفي توقيت واحد وبمختلف اللغات لإحباط مخططات الاحتفال الاسرائيلي المتوقع.
وهناك إمكانية التأثير في شرائح عديدة من الرأي العام العالمي ولعلنا هنا نتذكر تجربة التحرك العربي الاسلامي لتأكيد عروبة القدس وكشف مخطط اسرائيل طوال سنة الاحتفال بالقدس3000( أي عام1995 ـ1996) السابق الاشارة إليها, فقد كان من النتائج الإيجابية للتحرك الاعلامي العربي الاسلامي آنذاك مقاطعة الاتحاد الأوروبي احتفالات اسرائيل بالقدس3000 قبل أن تبدأ لمجرد اعتقاد الاتحاد الأوروبي آنذاك ان المشاركة تعني اعترافا بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لاسرائيل.
ولعل نجاح تلك الخطوة الاعلامية السابقة يجعلنا نسرع الخطي في اعداد اجندة اعلامية موحدة تمتد حتي رحيل الرئيس بوش عن البيت الأبيض في20 يناير2009. ومن الأهمية ان تعكس الأجندة المواقف المبدئية للخطاب السياسي العربي تجاه أية محاولات للتلاعب بثوابت القضية الفلسطينية( أرضا وسكانا وعاصمة) نظير التلويح بإعلان الرئيس بوش موافقته علي قيام دولة فلسطينية( قابلة للحياة) علي حد تعبيره( اللادبلوماسي) وكأن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ومالكها الحقيقي, يستجدي قطعة ارض من المالك الأمريكي.
إن خميس15 مايو2008.. ليس يوما للصراخ أو النحيب أو يوما لتقبل العزاء.. بل يوم لصقل العزيمة وجمع الارادة العربية الاسلامية للوقوف صفا واحدا بعد أن تفرقت بنا السبل!!
عن صحيفة الاهرام المصرية
8/5/2008
[/align]
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|