[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:6px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]

إنه الحنين المتصل لكل ذرة تراب من أرضنا.. إنه الحب الذي لا ينتهي ولا يمكن أن ينتهي .. هي فلسطين وهو الشوق الذي يسكننا ويعشش في كل خلية من خلايا جسدنا.. فلسطين القلب والشريان ، وهي الحب الذي يسافر في كل كرية من كرياتنا ..
نمضي في الدروب وكل خفقة من خفقاتنا تصير حبا يكبر وتكبر معه أيامنا وتروح في مشوارها مشعلة عروق القلب والعين وكل أمانينا .. آه أيتها الذات المتوقدة بحب أرض لا مثيل لها في كل الدنيا ..
حين أفكر بذرة التراب ، حين أفكر بالبيت ، حين أفكر بالشارع الذي أمشيه في حيفا .. حين أفكر بوجه كان مسكونا بي وكنت مسكونا به .. حين أفكر بكل ذلك ترتبك الحروف وتضيع الكلمات ويصير القلب طائرا يشرع جناحيه ليصل إلى هناك ويقف على شباك الدار لينقر حبات الزمن معيدا ما ذهب من أيام..
هو طائر الشوق .. أتعرفونه ؟؟.. هو طائر ملون الريش مغسول بدم السنوات كلها.. ريش حب، ريش شوق، ريش أمل ، ريش جرح نازف لا يتوقف .. كلما لاح الشوق أشعل جناحيه وراح يرف عاليا ويبحث في الفضاء عن شباك الدار.. آه يا شباك الدار ما أروعك.. آه يا كل دروب العمر كم أنت مسكونة بالحنين.. وها أنت يا طائري تروح مبتعدا تاركا هذا القلب يخفق بين جنبي ّ متمنيا أن يكون مسكونا فيك ، ساكنا بين جنبيك ؟؟..
ينقر الطائر سماء فضاء مفتوح .. الدنيا كلها تتلون باللون الأزرق المفتوح على اخضرار المنى .. ويهبط سائلا شجرة الرمان القديمة هل أتوا ؟؟..
تضحك الشجرة الحزينة وتكسر ضلعا من ضلوعها وتفرده فإذا بالأحبة ينزفون من كل حبة الكثير من دمها ودمهم على الأرض العطشى .. يحار الطائر الملون ويروح يمسح جناحيه بالدم .. فتزداد الألوان جمالا وتكبر في عينيه الحقول المفتوحة على كل السنوات التي كانت والسنوات التي تأتي ..
يطل شهيد من زهرة الرمان ويطلق موالا شجيا مسكونا بالرؤى .. يحضن الطائر الموال ويروح به إلى هناك .. إلى شباك ينتظر ، وشارع ينتظر ، وسكة تنتظر .. فإذا بالحقول كلها تزهر وتفتح وعودها بمطر قادم وتكتب على جدار تغريد الطائر، وعلى الموال الآتي:حينما تشرق الشمس ، لا بد أن نحمل كل العصافير التي سقطت بعيدة لتكون سماد الروح لوقت يأتي ، وسماد العمر لوقت يشعل كل مفاتيح الجدران والبيوت وقناديل الفرح..
يقول طائر العشق ، تلك رقصة مزمار الحي.. تعود به السنوات إلى البعيد .. يرى فاطمة وهي ترقص رقصتها المجنونة المعجونة بالعشق لحبيب مصنوع من ورق الشجر بعد أن سقط مصبوغا بدمه .. تطلق فاطمة زغرودتها فيطير طائر العشق والدمعة في العين لا تنام .. وتبقى فاطمة معلقة في رقصتها المجنونة على حبل السنوات لا تعرف إلا انتظار حبيب سيأتي من بحار بعيدة مسكونا بمسك الأرض وحبها .. تبقى فاطمة معلقة على حبل الحنين الذي لا ينقطع ..

طلعت سقيرق
================================
[/align][/cell][/table1][/align]