رد: مستوطنات عصية على التفكيك
أستاذي العزيز الأديب خيري حمدان وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
قبل تعليقي البسيط سأروي لكم قصة صغيرة :
أحد أشقائي ال 13 كما معظم أبناء شعبنا في لبنان تملص من أسرته وكان له من العمر 13 ربيعا من العمر وانتقل بواسطة " سماسرة " الثورة إلى سوريا إلى منطقة " الهامة " ثم تم فرز الأطفال عن الرجال وأودعوهم معسكر " الأشبال " في حموري بريف دمشق تحت رعاية الراحل المناضل الشهيد وليد نمر شريم " أبو علي إياد " .. وكان ذلك في أواخر العام 1967 أو أوائل العام الذي يليه ..
انتقل أخي كما معظم المقاتلين في تنظيم فتح من مكان إلى آخر ، الأردن، لبنان ، تونس ، الجزائر ، اليمن ثم تونس حتى عاد في العام 1985 إلى لبنان جرح أكثر من عشر مرات ، تحطمت عظامه ، ولكنها إرادة الله التي ابقته حيا يحمل رتبة عالية أهلته لها عدد الدورات العسكرية التي خاضها ليتأهل من أجل تحرير فلسطين .. ومضت الأيام لا أريد فتح الجروح والقاء اللوم على هذا النهج أو ذاك ولكن واجهك أيها الكريم قد حدث مع أخي قبل سنة أو أكثر بقليل . في ذلك الوقت قامت فتح بعقد مؤتمر لكوادرها واختارت أن تجري انتخابات للجنتها المركزية ومجلسها " الثوري " الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات والصراعات الداخلية وما أدراك !! المهم أنهم صنعوا لأخي " رقما وطنيا " ليدلي بصوته في رام الله وعبر من ذلك الجسر الذي عبرت عليه ، وذهب إلى مسقط رأس جدي في أم الفحم ولم يستطيع الذهاب إلى حيفا مسقط رأس أبيه ثم عاد .. كان صريحا أكثر منك بكثير .. ربما أشرت بأسلوب أدبي عما حدث بعد " اوسلو " وتساءلت بتعجب عن أشياء أحبطتك وجعلتك أيها الكريم تقرر واقع انفعالك " مستوطنات عصية على التفكيك " كان أخي صريحا جدا حين عاد قال لي : اسمع ولا تعلق ولا تقاطع " نحن أيها المحترم جواسيس ؛ نحن من يعمل على حماية تلك المستوطنات ؛ بعد أوسلو انقسمت قيادتنا جزء يعمل للموساد ، وجزء يعمل مع " الشن بيت " وآخر مع " أمان " أما نحن أصحاب الرتب فإننا أحجار شطرنج أو أدنى ، على المعبر قالت لي المجندة : " اخلع حزامك ونعليك " شعرت المجندة بارتباكه فقالت باستهزاء : " إنت خجلان يا حبيبي .. ولا خايف لبنطالك يسحل .. اشلح اشلح " ويا ليت الأمر توقف عند هذا .. عند دخولنا إلى نقطة تفيش السلطة قلنا أن هؤلاء أبنائنا .. لم نعرف بأنهم مدربون أيضا على إهانتنا .. أكثر من عشرين رتبة أقلها " عميد " أجلسنا شاب على المقاعد وقال لا تتحركوا حتى تسمعوا أسماءكم .. أكبر رتبة فينا / أكبر شنب بيننا شعر بالذل .. فتنحن أمام رجال دربوا على يدي العدو وكأنهم من موظفي كيان العدو .. ولما وصلنا رام الله لا تسألني عن الذي جرى ولا تسألني عن حجم الخيانات حتى بات الشخص فينا يشك في نفسه وليس في أصدقاءه ومعارفه فكيف بأبناء الشعب عموما !! "
كان أخي أيها الفاضل أصرح منك .. أشار إلى بيت الداء مباشرة .. لم يتبع أسلوبا أدبيا كما فعلت ولكنه خرج بنفس الانطباع فقلت له ما سأقوله في سطر واحد : شعبنا حرّ أصيل ، لكن المناخ المفروض عليه مناخا عميلا ، عندما نُسقط هذا العميل يتغير المناخ تماما .. أما المستوطنات فسوف يفاجئك يا سيدي بأن زوالها أسهل بكثير مما تتخل
وربما ستقول لنفسك بأنك ما كنت حتى تحلم بزوالها .
شرطنا الوحيد أن نساهم في زيادة الوعي بوجدان شعبنا ونشير نحو الخلل ولا نزيد من يأسه ..
ففلسطين أيها الفاضل وأنت العالم : لما رحل سليمان عنها ما علمت برحيله الجان .. ؟
هل من كان يتوقع ألا نجد لأسطورة ملكه حجر !
صلي على النبي .
|