01 / 05 / 2012, 23 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مهندس وأديب يكتب الشعر
|
عالــمٌ يسير على رأسه!
عالم يسير على رأسه!
بقلم علاء زايد فارس
[align=justify]
ذهب إلى السوق ليشتري بعض الفواكه قبل أن يأتي الضيوف إلى منزله، كان يسابق الزمان ويلقي بنظراته السريعة يمنة ويسرة عله يجد ضالته سريعاً، وبينما كان كذلك لفت انتباهه أمر ما!
توقف قليلاً، أمعن النظر في ذاك الاتجاه، ثم اتجه إلى هناك بخطوات سريعة، جاء إليه البائع وقال له بكل أدب:
تفضل سيدي أنا في خدمتك....
- قبل أن أطلب منك شيئاً، أخبرني لماذا تضع البصل والفجل مع الفواكه في نفس الخانات؟؟!
ابتسم البائع قائلاً:
- أهذا هو الشيء الوحيد الذي يثير استغرابك في هذه الحياة؟؟
هناك الكثير من الأمور تدور من حولنا تثير الاستغراب أكثر مما رأيته هنا، ..................
عاد إلى منزله محملاً بالأكياس الكثيرة، وما أن فتح الباب حتى هرعت الأفواه الجائعة تتعلق بما يحمله هذا الرجل من أشياء لذيذة، تناولوا الأكياس من يديه بسرعة ليكتشفوا ما بها من مفاجئات وعقولهم تخمن:
ترى ما الذي أحضره "بابا" لنا، الخوخ الشهي أم البرتقال اللذيذ أم ......!
لكن سرعان ما دب اليأس في قلوبهم بعد أن وجدوا البصل والفجل يملئ هذه الأكياس عن بكرة أبيها.
تساءلت الزوجة بغضب:
ألا تعلم أن لدينا الكثير من البصل والفجل؟؟
ألم تخرج لتحضر لنا بعض الفواكه وأنت تعلم أنها نفذت من منزلنا منذ أكثر من أسبوع؟؟
تنهدت قليلاً ثم أضافت:
لقد خذلت الصغار،
أخبرني ماذا سنقدم لضيوفنا الآتين لزيارتنا هذا المساء؟؟
- قدمي لهم البصل والفجل!
- ماذا تقول؟؟؟
- أهذا فقط ما يثير استغرابكِ في هذه الحياة؟؟
هناك الكثير من الأمور التي تثير الاستغراب من حولنا أكثر مما تسمعين الآن!
لقد أخبرني البائع أنه رأى...........
..................
............
.......!
وفي اليوم التالي استيقظ من نومه وبدأ يستعد للذهاب إلى العمل...
حضرت زوجته الفطور ونادت عليه...
جلس وفتح عيناه في دهشة حتى كادت حواجبه تطير من وجهه!
فرك عيناه ليتأكد مما يرى!
صاح غاضباً:
يا امرأة ماذا دهاك؟؟
هل تؤكل الملوخية على الفطور في الصباح الباكر؟؟!
ابتسمت له وأجابته بهدوء:
يا عزيزي أهذا هو الشيء الوحيد الذي يثير استغرابك في هذه الحياة؟؟
ألم تستغرب ما قاله لك البائع بالأمس عن رحلته العجيبة إلى الخلاء، وقتها شاهد هناك راعي وذئب يرعيان قطيعاً من الأغنام جنباً إلى جنب وكلما تمردت إحداها كان الراعي يذبحها ويأكل لحمها مع الذئب على مائدة واحدة!
وبعدها بمدة خرج في رحلة إلى ذات المكان وشاهد الأغنام والذئب وهي تطارد الراعي حتى تمكنت منه في النهاية وأصبح في خبر كان!
يا عزيزي كل شيء في هذا العالم يسير بالمقلوب فلا تقلق!
صفعها على وجهها فوضعت يدها على خدها لا إرادياً وهي تحملق فيه بغضبٍ بالغ...
فابتسم بخبثٍ قائلاً:
اهدئي عزيزتي إنها مجرد قبلة حب لطيفة!
[/align]
م.علاء زايد فارس
1/5/2012م
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|