إهداء : صدى الجنوب
إهداء إلى الغالية فاطمة شرف الدين .. ومنها إلى أهل الجنوب البطل ..
صدى الجنوب
على ضفة غديري جلست
أناجيه وما حولي من ربى
ألتفت عن يميني .. عن يساري
شرقا وغربا
شمالا وجنوبا ..
متاهات تدعوني
وأخرى تستفزني تارة و تغريني
تهيب بي أن أحلم وأهيم على وجهي .
أن أحلق بعيدا .. أن أرحل ..
لكن صوتا دافئا يعلو
يهدر وأحيانا يهمس ويخبو
فأولي وجهي شرقا
نحو الجنوب
لأنه وعدني أن يقول لي أشياء
لا يفهمها سواي
يفتح الأذرع لي وهو السد المنيع
ويشرع الأبواب
وهو الحصن الحصين .
الجنوب يناديني ليحكي لي
وأحكي له
ليبوح لي وأبوح له
فحكايا الجنوب لا تنتهي
وأماسيه تتضوع شذا وأريجا
بحره ينبض
نهره ينبض
وسهله ينبض
وورده ينبض
لكني سأهدي الجنوب نبضي
ويهديني ورده
ورود الجنوب ليست كالورود
وأسماؤها غير كل الأسماء
فللجنوب وردة تسمى عيتا
ووردة تكنى بمارون
وأعرف أن جبيل له بنت
تفوق الورود بهاء ..
قانا كانت وردة حمراء
ولم يفارقها احمرارها أبدا
باقات الجنوب لا تنتهي
رغم الدمار
ووروده تتوالد
رغم الحصار
حضرت عرس الجنوب الأحمر
ورأيت مخاضا تلو المخاض
ورأيت كيف يولد الجنين
بطلا
وكيف يكبر الرضيع
شهيدا
وكيف يصير الدم زعترا
و ياسمينا
يعرف الجنوب
كيف يحيل الدمعة ابتسامة
والحزن شمسا و ضياء
والألم زيتونا ونخلا
وأريج برتقال
وعبير سدر ..
هناك في عيترون
هناك في الجنوب تعلمت
أن الثكلى لا تولول
بل تزغرد
وأن الأرملة لا ترتدي الحداد
بل تتزين وتتأنق
وأن اليتيم لا يبكي
بل يلهو ويلعب
وعيناه على بندقية أبيه الشهيد
سماء الجنوب غير السماوات
ونجومه غير الأنجم
لكن بحره الناصع بحري
وموجه الثائر موجي
تعلمت من الجنوب ألا أحزن
وسأتعلم منه كيف أفرح ..
وكيف أحب ..
لأني أحبه وأعشقه ..
لكن ، أريد أن أحبه أكثر
وأعشقه أكثر .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|