الموضوع: أدب الحزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 05 / 2012, 30 : 08 PM   رقم المشاركة : [5]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

:sm4: رد: أدب الحزن

الأستاذ والناقد المبدع عبد الحافظ متولي............

منذ وجد الإنسان هو یعانی أزمة الحیاة ویدرک ما فيها من خیر وشّر وسرور وحزن . شعور الإنسان بالألم و الحزن ظلّ رفيقه في الحیاة وهذه الآلام تکون لفقد عزیز أو أمنیّةأو نعمة أو تکون لحرمانٍ مما یحب ویرید في الحیاة. نحن نجد بیان هذه الإختلاجات في شعر الشعراء من العصر الجاهلي حتی شعراء العصر الحدیث و نراه خاصة في أشعار المذهب الرومانسي کالشعور الحاد بالألم عند أبي القاسم الشابي وإبراهیم ناجي و نازك الملائكة

کان ناجي (شاعر الدمعة المنسکبة) علی مآسي الحیاة
نلاحظه في.. شعره الرومانتیکی وأغانیه الشجینة ...
الحزن في الشعر العربي:

یختلف الشعراء في إحساسهم بالکون أو بأنفسهم وما حولها إختلافاً مبعثه العمق والحدّة في الإدراك والنفوذ إلی بواطنهم وبواطن ما یصوّرونه ونری الشعراء تارة یفيض شعرهم باللذة والفرح وتارة یفيض بالحزن والألم العمیق.

نری في الأدب العربي شعراء ممن نشدوا أشعاراً لبیان ما في حیاتهم من الألم والشعور بالحرمان طوال عصور مختلفة کما نلاحظ إمرأالقیس في المجتمع الجاهلي یقول عن همومه:

ولیلٍ کموج البحر أرخی سُدوله علیّ بانواع الهمومِ لیبتلي
فقلتُ له لمّا تمطّی بصلبه وأردف أعجازاَ و ناء بکلکل
ألاأیّها اللیل الطویل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منک بامثل


نری في شعر الرومانسيین بیان العواطف والمشاعر في الحب والصدق فيها إلی نوعٍ من إشادة المرأة والخضوع لسلطانها ولم یکن خضوعهم من ضعف بل کان ورائها حب عمیق وصدق العاطفة ومن روادف هذا الحب ومن مستلزماته الاحساس بالألم والغربة والحنین -الحزن في الحب وفراق الحبيب
-الحزن في الاحساس المأسوي بالحيا‌‌ة

إن أزمة الفرد التي يصوّرها ناجي من خلال شعره تتجأوز محنة الفرد إلی قضية الإنسان معذّباً في روحه وليست صحيحاً انّ الازمه ازمة عاطفية فحسب وانّما هي ازمة ماديّة حقيقية انعكست في تلك الصورة العاطفية ويري الحياة مقفرة والعمرسراباً ولايجد في الكون «ثقباً من رجإ » فكل سعادة فيها تنتهی إلی الألم وكل نعيم فيها إلی الشقاء والحرمان وانّ المخترعات الحديثة تفنی الإنسان ولاتسعده ولاسبیل فيها إلی اماله وفي الحياة مذلّة من اجل حصول علي ما يساعد مواصلة الحياة ويستر الشقاءالعاطفي عذابات مادية اخري في الحياة. يواكب هذا الاحساس المأسوي بالحياة
کانت حیاة ناجي قصیدة حب حالمة وأحادیث عاطفة مرهفة وفيها أنغام الهجر والوصال والرضاء.والألم ویعبر عن کلّها بصدق حرارة ولایجد سوی الدموع للتقرب بحبیبته ولایجد بلسماً لجراح شغافه إلا الوصال ولذلک یعدّ بحق « شاعر الحب »

شاعرنا یصورحبه ومرارة الفرقة في قصائده المبثوثة في دیوانه وهذه النزعة عنده متنوعة نراه (یبکي الأطلال) ویقف علی معاهده ذکریات وملاعب صباه ویذرف دموعاً ویستمد من خلق صورخاصة لبیان ما في نفسه من ألم وحزن...

کما يقول في قصیدته الأطلال: بصوت أم كلثوم ...

یافؤادي رحم الله الهوی کان صرحاً من خیالٍ فهوی
اسقني و اشرب علی أطلاله واروعني طالما الدمع روی
کیف ذاک الحب أمسی خبراً وحدیثاً من أحادیث الجوی

عند (نازك الملائکة) فإنَّ بواعث الكآبة التي تتجلَّى في كل بيت من ديوانها مأساة الحياة... سياط وأصداء بين فكي الموت من عاشقة الليل، ليست في الحرمان ولا في الحبّ الضائع ولا في فكرة الموت، وإنما هو(حزن فكريّ) نشأ عن تفكير في الحياة والموت من جهة، وتأمُّل في أحوال الإنسانية من جهة أخرى، ثمَّ انتقلت هذه الملاحظات والتأملات إلى صعيد الحسّ، فحفرت في (القلب) جروحاً لا تندمل، وأخذت من بعد ذاك تتدفَّق آهات وأحزاناً. وتلك هي رواية شاعريتها...ويلمح القارئ روحها حائرة حزينة مضطربة مكفهرة في كل قصيدة من قصائد ديوان (عاشقة الليل) وهذه التسمية وحدها كافية للدلالة على رغبتها في السكينة والعزلة
روح الحزن والکآبة تغلب علی شعرها وقد ثار الحزن محورا اساسیا فی دیوانها؛فان بواعث الکآبة التی تتجلی فی کل بیت من ابیات دیوانها،لیست فی الحرمان ولا فی الحب الضائع ولا فی فکرة الموت،وانما هو(حزن فکری) نشا عن تفکیر فی الحیاة وتامل فی احوال الانسانیة.فحزنها وألمها مستمد من حزن مجتمعها وعصرها ؛ لان موجات الیاس والحزن کثرت خاصة ایام الاحتلال والانتداب علی جمیع الشباب والنفوس؛فحزنها کان طبیعیا.تقول
«ها انا الان حیرة وذهول
بین ماض ذوی وعمر یمر

لست ادری ما غایتی فی مسیری
آه لوینجلی لعینی سر
لم اعد استطیع ان اکتم الشو
ق فایان یا ضفاف وصولی؟
کل شیء حولی یحدثنی عن
ک ولکن متی یحین اللقاء؟»
«طالما حدثوا فوادی عن لق
یاک لکن مازلت حلم صبی
لک ازل اصرف اللیالی ابکی
واغنی حزن الوجود الشقی»
«ما الذی ابقیت فی قلبی الجریح
لیس الا الالم المر الشدیدا
لم یعد فی جسمی الذاوی وروحی
موضع یحتمل الجرح الجدیدا»

الناقد الرائع ....لقد قرأت سطورك ومقالتك ، فأعجبتني وأحببت أن أشاركك الحزن ...وأتحدث معك عنه ...دوما يا سيدي تثير لدينا حب التطلع فنقرأ لك ونقرأ عن كبار وعظماء الأدباء...دوما إذا ما كتبت تتوسع مداركي واستطلاعي للأدب من خلال ما تنتقي وتعرض من مواضيع .. قد يكون يا سيدي ماكتبت أنت عن أدب الحزن مختلف و أوسع بل هو الأكيد ولكن لا أعلم.... لما أحببت أن أشاركك الحزن في الأدب العربي سواء القديم أو المعاصر
مستمدة بعض منه ..من الدواوين الشعرية ...و من ديوان العرب...ومنبر الثقافة والفكر والأدب

بينما تحتّل قصيدة الحزن( لنزار قباني )مكانة كبيرة في الأدب والفن ...والعشق...والغناء حتى هذا الجيل :

قصيدة الحزن

رقم القصيدة : 199


علمني حبك ..أن أحزن

و أنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي بين ذراعيها

مثل العصفور..

لامرأة.. تجمع أجزائي

كشظايا البللور المكسور

***
أتمنى أن يكون ما كتبت ..قد نال رضاءك ،لأن رأيك يهمني ...ومنكم نستفيــــــد

تحيتي وتقديري لأدب الراقي
خولــــة الراشـــــد
توقيع خولة الراشد
 [gdwl]

المواجــــــهة

إن كل ما نــحتاج إليـــــه بعــد الإسْستعـــانــة بالله

هــو استــخدام قــوَّاتــنــا المُـَـتعـددة الإتــجهات

فــي إســْعـادْ أنفســنا ودَعْــــم من حــولـــنا وحُـسْـن تــوْجــيــه مـشـــاعـــرنـــا
[/gdwl]
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس