عقم الكلام
تتشكل اللغة ، وقتما نحب ، كما نريد . وأحيانا تتهرب منا ، فنصاب بالعقم أو كما الدهشة !
وأتذكر في هذه اللحظة ، المواقف العديدة التي ألغت مني كل كلام ، فأضحك من نفسي طويلا طويلا ، متمنيا أن تعاد اللحظة نفسها ، لأعاود نفس الموقف بحذافيره ، لأزداد حماس المتابعة أكثر وأكثر !
وقد يكون هذا غريبا ، لأننا اعتدنا تجميل صورتنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين ، كأننا ملائكة تكوَنت من نور ، فلا تعرف السواد ! وننسى أن الخطأ والعثرة والزلة ، رصيد متجدد لدوام صواب غد .
وفي الذاكرة وكتب الأدب أكثر من موقف محرج ، سأتحدث عن طرف منها :
صعد روح بن حاتم المهلبي (ت : 174) المنبر ، فلما رأى جمع الناس ، أُُغلق عليه الكلام ، فقال : نكسوا رؤوسكم ، فإن أول مركب صعب ، وإذا يسَر الله فتح قفل تيسَر .
ودعي رجل ليخطب في عرس ، فقال : لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله !
فقالت امرأة : ألهذا دعوناك !؟ أماتك الله !
وصعد والي اليمامة المنبر ، فأغلق عليه الكلام ، فقال : حيا الله هذه الوجوه ، وجعلني فداءها ! إني أمرت طائفي بالليل ألا يرى أحدا إلا أتاني به ، وإن كنت أنا هو !
وعلى فكرة ، اليمامة هي جزء من مدينة الرياض اليوم ، ومنها زرقاء اليمامة ، التي كانت ترى لمسافة يومين ، ومنها خرج مسيلمة بن ثمامة الكذاب ( وقتل يوم اليمامة سنة 11 هجرية / 232 م ).
والحديث يطول ، والسير يدل على المسير .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|