رد: ((( هل الشعر والنقد وجها حراك ثقافي منشود ؟ ))) إشكال مطروح للنقاش
عود على بدئ مع أني كما تقدمت : إني هنا لأتعلم وها أنا أمتحن كلماتي المتواضعة والتي سوف تجعلني ألاحظ
ليس فقط من خلال ردود الأفعال - قد تكون خفية - إنما حين أعود للقراءة ثانية بعد عدة أيام فتكون عيني أول
ناقد " ذاتي " لنتاجي الفكري قبل نقد الآخرين !
في أي مهنة من المهن تجد في معظم الأحيان نوعين من القائمين : مهني عقله " نظيف " يخطط ويرسم ولكنه عند التنفيذ
تعجز يداه عن تحقيق ما خطط ؛ وتجد آخر يده نظيفة ولكن عقله لا ينتج إذ عليك توجيهه فيؤدي أفضل مما تتوقع
ومن النادر أن تجد مهني عقله ويداه في حال انسجام تكون اليد فيه اداة طيعة لذات العقل في تنفيذ العمل الإبداعي !
في جميع المهن والفنون الناقد الأول لأي عمل منتج هو صانعه ، في النحت والحفر والرسم والتصاميم والتصوير
يخضع العمل مرات ومرات لعين فاحصة ناقدة قبل عرضه على الآخرين .. بهذا المعنى وتلك الآلية يُخلق الفنان ويجلى على غيره
من عشرات الآلاف من المهنيين !
قال الراحل درويش في إحدى مقابلاته كلاما هاما جدا يتلخص بما معناه : هو يكتب القصيدة ثم يتركها لتنام في أدراجه ،
ثم يعود إليها قارئا فاحصا منقحا مصححا وقد يتركها لأسابيع أو أشهر ثم يعود ثانية وهكذا "
بهذا المعنى كان درويش الناقد الأول لشعره قبل أن عرضه على النقاد .. فكم عدد الشعراء الذين عاصروا درويش
أظن بالمئات .. ولكن لماذا سطع نجم درويش على غيره من النجوم هل لأنه حظي باهتمام النقاد " فشنشلوه "
وهذا باعتقادي يجرنا إلى سؤال آخر باتجاهين : أي شاعر ، وأي ناقد . وأضيف بل واسمحوا لي أن أبدي رأيا قد يستهجنه البعض : الشاعر لا يحتاج
إلى ناقد ليكون شاعرا ناجحا مساهما في بناء الصرح الحضاري لأي أمة من الأمم فهل باستطاعتكم ذكر عدد النقاد
الذين صوبوا للذين أسسوا البناء اللغوي عند العرب وتركوا لنا صرحا ثقافيا ما زلنا ننهل منه على الدوام فمن هو الذي نقد شعر
الذبياني والأعشى وطرفة وعنترة وغيرهم من فحول العرب ؟!
وهذا يعيدنا إلى السؤال الذي طرح هل الشعر والنقد وجها حراك ثقافي منشود ؟ بناء على ما قدمت بتواضع اقول : ليس شرطا !
ذلك لأن الشعر يتنفسه الإنسان وليس كالفنون الأخرى كالرسم أو كتابة القصة كما قال فيها أستاذنا الصالح وأجاد
أخي الحبيب عادل مواضيعك تدفع العقل للتفكير أتمنى أن يكون تفكيري فيه شيء من الصحة
تحيتي احترامي مودتي
|