من محمد سعيد إلى أخته رهف:
تتجرعُ الآلام والصبر رشفة تلو الأخرى إلى ما وراء الثمالة من كأس لا تكاد تفرغ حتى تملأها السنوات بالعذابات التي لا تسأم من تكرار نفسها.
كرهَتْ كل الألقاب..
كرهَتْ كل المراتب..
كرهَتْ كل المشاعر..
والحياة تمضي، وهي تغفو وتصحو بانتظار شروق جديد، كلوحة باهرة مرسومة بألوان لم يعرفها أحد.
من رهف إلى أخيها سعيد:
هي الألوان السحرية يا صديقي ههناك تحترق شوقاٌ لروّاد معرضها السرمدي من النخبة.. باهرةٌ باهرة.. ساحرةٌ ساحرة.. بها سوف تشرق الأرواح، وبريشتها المبدعة سوف يعاد رسم لوحات القصص والحكايات.. لأجل ذلك الموعد نحن متصبرون عازمون على لقاء قادم لا ريب فيه.. محفلٌ من الآلاء تسّاقط أمام جلاله أسماءٌ كانت في الدنيا ذات يوم هي الأشياء، ثم تخرُّ إلى أذقانها وقد أبصرتْ أخيراً حقيقة ما تعلمت من وعود وأنباء.. من ذلك المحفل أدنو كل يوم حباً ورغباً.. أغفو وأصحو أترجى الثواني المسرعة اللاهثة أن تتسارع.. يا صديقي صبراً فإننا سنعيش يقيناً ذلك السحر! على تلك الحقيقة أحيا وعليها أموت وبعراها أستمسك راجية أن نكون جميعاً من النخبة المدعوة إلى معرضها السرمدي المستضاء.