اولا اريد ان اوجه تحية خاصة للشاعر عبدالكريم سمعون وان يظل يمارس الشعر سلوكا لأنه اعظم سلوك انساني وأكثره رقيا.
استاذ رأفت انت انفجرت بما احاول انا ان اقولة بلطافة وبطرق ملتفة.. ولكن يبدو ان احتمالنا وصل حده. انا متشائم من واقعنا العربي واغضب حين اسمع تعابير غبية مثل امة الاسلام. وبصعوبة نجد دولة عربية او اسلامية غارقة بالدين تبرز فيها المسالة القومية، ويغضبني ان هذه الصيغة تخرج كل غير المسلمين من العرب خارج "الأمة".
لا يهمني بماذا يؤمن المواطن بل بما يفعل. ويبدو ان العقل العربي لم يخرج بعد من عقلية الأساطير التي سادت عالمنا قبل بداية الفلسفة في القرن السادس قبل الميلاد.حين شكلت الأساطير عن الألهة االمتعددة جوهر الفهم للواقع الانساني. ولكن مع بداية عصر الفلسفة ( الاغريقية بالأساس) بدأت العقلانية وبدأ الجهد الفكري لتفسير ظواهر الطبيعة بشكل علمي ويبدو لي ان الفلسفة وتطورها وراء كل الرقي الذي يسود عالمنا ويتركنا مع ارضاع الكبير وجماع الجثة الجديدة (نكاح الوداع) والعلوم التي يكتشفها المأفونين من نوع زغلول النجار في الكتب الكريمة.
ابن رشد ، قام بجهد عبقري لطرح فلسفة عربية ، فحرقت كتبه التي نقلت الغرب الى التنور... واتهم بالزندقة والكفر.
وقلتها دائما في كتاباتي النقدية. بدون تطوير فلسفة عربية لا يتطور نقد عربي. بل نقد منقول عن الغرب ويبدو ان العلوم التي لا تتطور الا بالنقد والنقض بعيدة عن عقليتنا لذلك نشهد هجرة العقول التي تسبب خسائر بمليارات كثيرة من الدولارات للعالم العربي.
العقل البشري يبقى خاملا بدون نقده.وما قاله انجلز عن ان التطور شكلان واحد الى الآمام والثاني الى الخلف كان يقصد عالمنا العربي في الثاني.
الايمانية ( اي الايمان الكاذب) هي السائدة في عالمنا العربي.والغيبية تنتصر وتسود . لا افهم مثقف او اكاديمي يخضع لشيخ كل ثقافته لا تتجاوز حدود القرون الوسطى وعقلية محاكم التفتيش.
لااريد ان اضيف لأني مثقل بالهم فوق التصور.