رد: نكبة فلسطين الكبرى- نكبة الأمتين العربية والإسلامية - ندوة نتمنى أن تكون شاملة
الغالية هدى نور الدين الخطيب
كيف للنكبة ألا تصبح عنوانا دائما لكل فلسطيني يعيش بلا عنوان
حين ننظر اليوم إلى ما يقع في مصر وتونس وسوريا وغيرها من مفاصل الجسم العربي الذي أدركته العلة ودب إليه الوهن منذ زمن بعيد , نستفيق على هول ماوصل إليه حالنا , ونحن نسير بالسرعة القصوى نحو النهاية المخيفة . نسير نحو المزيد من التشرذم والتمزق .
نحن أمة لانتقن سوى اجتراح الذات , ويبدو أننا سلمنا بقدرنا المحتوم وشرعنا نبحث عن أنصاف الحلول ونكتفي بالفتات لنقول للأجيال القادمة لقد حققنا السلام واسترجعنا ماضاع .
وهاهو الخط الزمن لما يسمى ــ إفكا وبهتانا ــ بالمفاوضات يكاد يصل إلى محطة الوقوف والإعلان عن النزول من قطار المقاومة , هذا أمر مؤلم جدا ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتجرعها : سيعطوننا كومة من الأحجار وأرضا جرداء وممرات شائكة وقطاعا محروسا وسيسمونها دولة فلسطينية , وسيأخذون القدس ويفتحون لنا ممرا يؤدي إلى بيت المقدس , وحزاما بعيدا من البؤس في أقصى الجهة الشرقية لنسميه عاصمة فنخدع به أنفسنا قبل أن نخدع الأجيال القادمة.
ياسيدتي الفاضلة , ما أبشع أن تتكالب الأمم على أمة واحدة , ما أبشع أن يسرق اللصوص صوتك ثم يذهبون ويهتفون بالنيابة عنك في ساحات النضال , ما أبشع أن يسود الحكام على شعوبهم وهم يعدونهم بالصلاة في القدس , فينتهي بهم الأمر بمجرد عشاء في الكينيسيت .
ما أقبح أن يسرق أوغاد السياسة ثورات الشعوب , فيشوهون حلمنا الجميل , ويطفئون وهج الإنتفاضة في عيوننا , ما أصعب أن تفوح روائح الخيانة النتنة من بين التلابيب, فتتلف عبق الفل وعبير الياسمين , وتحول فراشات الثورة إلى ذباب طنان .
ستنتظر فلسطين أكثر وأكثر , وستبقى صريعة تستغيث , لكن الفجر آت لاريب, ولا أحد يمكنه تأخير ولادة الفجر .
تحية الإجلال والإكبار لك سيدتي ولكل فلسطيني وعربي غيور .
|