| 
      
        | 
          
            |  | اقتباس |  |  |  | 
          
            |  |  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي |  |  |  |  
      
        |  |  |  |  
        |  | [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif');border:8px double black;"][cell="filter:;"][align=center] 
 إني أرفضكم  
 
 
 إني أرفضكم 
 
 
 إني أرفضكم ، خذوا هواءكم المرّ عني ، إني أرفضكم . 
 
 
 ماذا لو أني أُضِفتُ رقما ً مبهما ً في عداد الأموات ؟ ماذا لو قالوا هنا يرقد ضريح هذا المجهول ، الغريب ، المسكون بكل الأشباح ؟ ماذا لو قالوا إن روحه تزار في كل مساء فتحمل معها ريحا ً سوداء تنفث سمومها على صفحات الوجوه البيضاء ؟ 
 
 هل أخيفكم أنا ؟ هل يخيفكم هذا الوجه المحترق ببغضكم والممتقع بحقدكم ؟ إني أرفضكم . 
 
 قلبي المحاصر بين هذه الضلوع المهشمة يرفضكم ، عينايّ الغائرتان المنغمستان في وحل الدموع ترفضكم ، بقايا أناتي المتيبسة والمتجذرة في قاع هذا القلب ترفضكم ، خثرات الدم الرابضة في شراييني المتآكلة ترفضكم ، صوتي ، همسي ، نشيدي ، دعائي ، بكائي ، صلاتي ، ترفضكم . 
 
 لقد هجرت قصوركم العامرة وارتديت على جسدي الممزق خيمة رتقاء، تركت سهولكم الخضراء وحدائقكم الغناء وسرحت في الوديان الجرداء وتسلقت الهضاب العارية واعتليت متاريس القمم ، تشردت في صحاري الدنيا وشربت من ماء المطر ، لا زمزم لكم يا سادة  
 
 ولا معبود لكم سوى تماثيل هبل ، فلماذا بعد كل هذا أنا لا أرفضكم ؟  
 
 تشيحون بوجوهكم بعيدا ً عني وتتمتمون : مجنون يتفوه الخبل ! تضحكون ، تقهقهون ، تنغمسون في الرذائل، تهللون وتكبرون للعار وتقدسون الطعن بالخنجر. 
 
 إني أرفضكم ، خذوا هواءكم الفاسد عني ودعوني  
 
 أرتدي الكفن ، فلتغب وجوهكم الكالحة عني ولتختفوا من أمام ناظري لا أريد لعيني أن تكون صوركم الكالحة آخر ما ترى ، غيبوا عن وجهي ولا تتلوا على روحي بعضا ً من آيات الذكر الحكيم بل اتلوا على أنفسكم سورة الفلق ، إني أرفضكم ، أرفضكم ، أرفضكم .  
 [/align][/cell][/table1][/align]
 |  |  
        |  |  |  |  | 
 
المبدعة ميساء
 
يستحقون والله إنهم يستحقون هذا الرفض وأكثر بعد ستون عام  من النكبة.
 
على أرواحهم الميتة الحية سورة الفلق.
 
ولشجرة الزيتون بعد ستون عام باقية بين الأهداب !
 
ساكنة بين الضلوع ، تشربين من الدماء!
 
ولن تنساك العيون.