رد: شفيق ومرسي وخيبة الأمل والضربة القاسمة للثورة المصرية
منطقيا لا يمكن لشفيق أن ينجح ، لكن نحن نعيش في
دولة عربية لا سيطرة فيها للمنطق وإنما للعشوائية
والعبثية .
ومنطقيا : تعني أن هناك فريقان رئيسيان ينضوي تحتهما
المرشحون رغم إختلاف البرامج والتوجهات ، فريق ثوري
وفريق النظام السابق ، والفريق الغالب من حيث عدد الأصوات
هو الفريق الثوري وبالنتيجة سيكون هو الفائز في الدور الثاني .
الخطأ الذي وقعت فيه التيارات الثورية هو عدم تمكنها أو بالأحرى
عدم سعيها إلى العمل بشكل متضامن ومتآلف كما حدث في تونس
مثلا لأن التقوقع في الخصوصية ومحاولة التموقع والإستحواذ
يجعل الخطر على الثورة قائما، فالإخوان رغم نضالهم الطويل ورغم
المعاناة بشتى الأشكال والأصناف ورغم المشاركة في قيام الثورة
ورغم مالهم من شعبية لايمكن أن يلاقوا القبول من قبل فئات عريضة
من الشعب المصري التي نجد من بينها من تفضل الإسرائيلي على
الإخواني ، لذا كان عليهم إعمال الذكاء واختيار شخصية وطنية مقتنعة
بالتغيير والثورة و بإمكانها جمع شمل المصريين وكسب إحترامهم .
بالأمس خرج مواطنون جزائريون تحت قيادة الشيخ علي بن حاج ، وأول
ما شد إنتباه الناس هو ترديد شعار ( عليها نحيا وعليها نموت ) و هذا
شعار خاص جدا بالجبهة الإسلامية للإنقاد دون سواها ما يجعل غير
المقتنعين به أو غير المنتمين للجبهة والمتعاطفين معها يعزفون عن
المشاركة فيها ، وهذه لعمري قراءة خاطئة للواقع وسوء فهم للسياسة
وتنميط للناس و قولبتهم في قالب هذه الجبهة وهذه سذاجة ما بعدها
سذاجة في فهم الناس وتوجهاتهم وفي فهم كيفيات التعامل معهم وهي
بالتالي أحادية بديلة عن أحادية النظام لا ياتي منها إلا الخسران والفتن.
إن السياسة وكما فهمناها ليس من علماء الغرب حتى لانتهم بالإلحاد
والتغريب وإنما من الصحابة رضي الله عنهم : شرعٌ وذكاءٌ وكياسةٌ ودهاءٌ
فهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يفتح مصر وما أدراك ما مصر بخدعة
لم يشهد التاريخ لها مثيلا ، وهذا معاوية رضي الله عنه يتبث ملكه بما عرفنا
وقرانا في كتب التاريخ كما أنه صاحب مقولة الشعرة التي تربطه بالرعية .
ضاعت التكملة ....فمعذرة .
|