[رأفت العزي]

قرأت جميع المداخلات وخرجت غير متأثر إلا برد أو اثنين ما زالا يعيان ما حدث ومن أجل ماذا حدث
قلت في إحدى ردودي إن هذا المدعو ربيعا وثورات كانت أكبر عملية خداع حدثت ومررت على العقل الجماعي
لأمة خُدعت بنفس الخديعة منذ حوالي مئة عام !
كان الحكم العثماني على وشك الإنهيار والمتوقع انتفاضة عربية كانت ستستعيد ثوبها الإسلامي الذي سرق
منها فخاف الغرب من هذا التحول بعد اكتشاف " الزيت " في أرضنا ؛ قالوا ( الفرنسيين قالوا للإنكليز )
كيف تعدون العرب بدولة " حرّة " مستقلة " ؟!
قال الإنكليز : من سيحارب التركي " العثماني " المسلم إلا مسلم أكثر منه قداسة بالنسبة للمسلمين ؟!
سؤال بسؤال ..!!
الجواب العملي كان أن شريف مكة المكرّمة واميرها الشريف حسين الهاشمي هو الذي قاد إلى جانب
البدوي " لورانس " حرب التحرير " ويا سلام سلم على العروبة والإسلام معا .. وقسّمت العباد على مساحات واحدة !!

ما يُسمى بالثورات ( وعدم المؤاخذة هناك من يغضب إن لم نوافقه التسمية ) شبيهة إلى حدّ كبير بالذي حدث قبل مئة عام
لو قدّر لها النجاح سنرسو بعدها على إمارات وقبائل وعشائر وعائلات .. فالشعب المصري كان يغلي ورئيس مصر لم يمتثل
كما فعل بن علي فسجن .. والقذافي عاند وحارب فقتل .. ولا تنسوا من قبل صدّام الذي كان خطأه الأكبر ليس كما يُدعى تحرير فلسطين
إنما قد لوّح باستخدام عملة غير عملة الدولار .. كان الوحيد الذي جرؤ على الجهر بذلك فقتلوه بل ودمروا العراق بحجته

عندما سُال حسين هيكل من مجموع متحمسة حول رايه بالأحداث سكت قليلا ثم قال " هي نصف ثورة ونصف انقلاب "
هيكل الرجل العارف يقول علنا بأنها " نصف ثورة " وكان ما زال يتقاضى من الجزيرة الملايين على برنامجه " مع هيكل "
أما لو أطال الله في عمره سيقول كما قال هذا الإنسان الواعي الذي ما زال يمتلك ذاكرته ولم يُخدع فالأستاذ محمد جاد الله محمد
هو الشاهد الحي على ذاكرات وقعت في شرك الخداع فقالت " ثورة " ورييع .. إنها الفتنة الكبرى أيها السادة .. وانا أحيي هذا الأستاذ
الذي قال عودوا للتاريخ .. فمن لم يهتد بالتاريخ يضيع ..
أما مسألة العسكر .. قلت في مكان آخر والبعض ربما انتقدني لكلامي اللاذع بغض النظر عن الرموز القيادية .. الذين صنعوا
هذا الفخ الخادع يريد أن يُدمّر مؤسساتنا العسكرية .. لاحظوا التركيز على الجيش العراقي حين حلوه ، الجيش الليبي حين دمروه
الجيش اليمني فتتوه أما الجيش التونسي مع احترامي وعلى راسي كل تونسي اخي وحبيبي ولكن من يسمع بجيش تونس
وماذا كان دوره في تاريخ الصراع العربي الصهيوني .. لو قلتم الجيش المغربي أقول لكم شاهدت شهادءه في حرب رمضان بأم عنيي
الجزائري هي الدولة التي يُحسب لجيشها الف حساب في المغرب العربي ..راقبوا الوضع على حدود الجزائر وكيف يستجرونه نحو مالي ( ومالك )
منذ اليوم الأول للفوضى " الخلاقة " المدعومة بمال تعرفون مصدره تم التركيز على الجيش المصري أنا شخصيا أتهم كل من يركز حملته
على الجيش المصري بأقل اتهام بأنه لا يفهم في السياسة ( وإن شديت إيدي شوي بقول اعمى ولا يدري ماذا يقول ) : يسقط يسقط حكم العسكر "
من أنت يا غبي لتعتقد أن العسكر يحكمون ؟ النظام القديم كله ما زال يحكم .. وهل غرّكم بعض اللحى وهي ترفع الأذان في مجلس مزيف !!
التركيز منذ اليوم الأول لتدمير الجيش المصري انسيتم استجراره نحو معارك كان يتجنبها وهل تتصورون لو أن " الأشرار " الذين يقولون بأنهم
ثوار يحملون السلاح ما كانوا ليطلقوا النار على هذا الجيش .. أنسيتم كيف جروه إلى معارك في سيناء وبعض المناطق ..! وحين يقول
هذا الأستاذ الذي أكبرت بأن التسليح ماشي صدقوه .. يا سادتي هذه " ثورات لحماية كيان العدو " ثم التفتوا نحو سوريا وجيشها .. انظروا قليلا
كيف ومنذ اليوم الأول بدا الاتهام لهذا الجيش بقتل المدنيين حتى وصل الأمر باتهامة بارتكاب الفظائع ألا أدركتم لماذا يتم التركيز على جيوشنا
وهل تعتقدون بان هذه الحملة جديدة .. لا والله .. راجعوا تاريخ ثقافتكم فتعرفون كم تكرهون عسكركم .. أمريكا والعدو الصهيوني يريدون
عسكر مفتت يحارب بعضه وفي نهاية المطاف لا يملك أكثر من خشبة .. اتقوا الله قليلا .. مصر دولة منذ 5 آلاف عام ولكنهم اليوم
سيجعلونها دولا باسم " حروق الإنسان " و بالديمقراطية و بالحرية الراكبة على سندوتش كبير من العم ماك !!

عذرا طولت شوي تحيتي واحترامي