فلسطين تشيع رفات 91 شهيداً احتجزها الاحتلال
حامد جاد
غزة - شيع الفلسطينيون أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة رفات 91 شهيدا أعاده الاحتلال الإسرائيلي بعد احتجاز استمر عقودا، منهم 80 شهيدا من الضفة و11 من قطاع غزة، وسط توقعات أن يسلم الاحتلال السلطة الأسبوع المقبل دفعة جديدة من الرفات المحتجز منذ عدة عقود فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام" التي تضم نحو 350 شهيدا ومفقودا فلسطينيا.
وفي غزة استقبل مئات المواطنين بينهم ممثلو الفصائل الوطنية والإسلامية وذوو الشهداء ونواب في المجلس التشريعي ووزراء الحكومة المقالة رفات 11 شهيدا قضوا في عمليات فدائية واستشهادية استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه.
وجرى استقبال رفات الشهداء وسط مراسم عسكرية حيث أطلقت 21 طلقة تحية للشهداء فور وصول جثامينهم إلى معبر بيت حانون وسجيت جثامينهم داخل توابيت لفت بالأعلام الفلسطينية، حيث تم تخصيص مركبة لكل شهيد ضمن موكب جنائزي مهيب انطلق من المعبر باتجاه مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، ومن ثم انطلق موكب الشهداء مجددا بمسيرة جماهيرية حاشدة تقدمها عسكريون وملثمون الى المسجد العمري لتشييع الشهداء وأداء صلاة الجنازة عليهم ومن ثم تم نقل كل جثمان شهيد إلى مكان سكناه لمواراته الثرى.
وشملت جثامين الشهداء الذين وصل رفاتهم إلى غزة 12 شهيدا، هم: الشهيد عماد محمود أبو أمونة من مواليد مخيم الشاطئ في غزة العام 1971، ونفذ الشَهيد عملية فدائية العام 95 ضد قافلة إسرائيلية شمال حاجز نتساريم وسط غزة، انتقامًا لشهداء "مجزرة الشيخ رضوان" وذهب ضحيتها أربعة شهداء من كتائب القسام "الذراع العسكرية لحركة حماس"، إضافة إلى الشهيد صهيب عبدالرحمن تمراز من مخيم جباليا شمال 1980، ونفذ عملية فدائية العام 1998 قبالة ما كان يعرف بمستوطنة "كفار داروم"، استهدفت قافلة سيارات لجيش الاحتلال أدت لمقتل جندي وإصابة اثنين.
وضمت قائمة الشهداء كذلك، رامز عبد القادر عبيد من مواليد مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة العام 1971 ونفذ عملية استشهادية العام 1996 في مدينة تل أبيب داخل الأراضي المحتلة العام 48 حيث فجر حزاما ناسفا وسط تجمع لليهود ما أدى لسقوط 23 قتيلاً وأكثر من 120 جريحا، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن العملية، والشهيدة ريم صالح الرياشي ذات الاثنين وعشرين عاما من سكان حي الزيتون في مدنية غزة ونفذت عملية استشهادية بحزام ناسف في معبر بيت حانون العام 2004 اسفرت عن مقتل أربعة جنود اسرائيليين، والشهيد فادي أحمد العمودي من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة العام 1982، واستشهد في عملية بمعبر بيت حانون شمال قطاع غزة بحزام ناسف العام 2004، وذلك ردًا على عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وأسفرت العملية عن مقتل خمسة من شرطة الاحتلال.
وتضم القائمة كذلك، الشهيد نائل محمد عمر من سكان مخيم الشاطئ ونفذ عملية استشهادية في معبر كيسوفيم العسكري، والشهيد محمد عبد الرحيم أبو هاشم نفذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة قرب ما كان يعرف بمستوطنة "كوسوفيم" وسط قطاع غزة العام 1995 في قافلة للمستوطنين، والشهيد ربحي أحمد الكحلوت ونفذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة بقافلة لمستوطنين يهود قرب موقع "كوسوفيم" العام 1995، والشهيد خالد محمد الخطيب ونفذ عملية استشهادية قبالة مستوطنة كفار داروم وسط قطاع غزة العام 1995 استهدف بسيارة مفخخة قافلة للمستوطنين وجنود الاحتلال، وجثمان الشهيد معاوية روقه، ورفات شهيد اخر يدعى إياد الطهراوي فيما اكد ذوو الشهيد أنهم دفنوا جثمان ابنهم بعد استشهاده. اضافة الى جثمان الشهيد احمد زغارنه من مدينة الخليل.
من جهتها، قالت الحكومة المقالة بلسان الناطق طاهر النونو "إن استعادة رفات الشهداء من مقابر الأرقام هو ثمرة من ثمرات المقاومة داخل وخارج سجون الاحتلال، "وحريصون على إطلاق الأسرى حتى لو كانوا رفاتا". وأكد النونو أن حكومته ستواصل التحرك والعمل لاستعادة رفات باقي الشهداء وإطلاق سراح الأسرى الأحياء مشددا "نحن شعب لا ينسى شهداءه بل يكرمهم ويحيي ذكراهم، وحريص ألا يظل رفاتهم رهينة بأيدي الأعداء".
وكان وزير الشؤون المدنية لدى السلطة الفلسطينية حسين الشيخ اعلن صباح امس ان الجانب الفلسطيني تسلم رفاة 91 شهيدا وتم نقل رفات 11 شهيدا منهم بشاحنات فلسطينية من مقبرة في غور الاردن الى غزة، فيما نقلت رفات 80 اخرين الى رام الله التي نظمت مهرجانا مركزيا لفت فيه الجثامين في الاعلام الفلسطينية وصلى عليها صلاة الجنازة قبل نقل كل جثمان الى ذويه في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
وبدأ التسليم في وقت مبكر من صباح امس حيث نقلت اسرائيل بشكل رسمي الرفات للسلطة في موقع قرب مدينة اريحا في الضفة الغربية.
وقد نقلت جثامين 79 فلسطينيا الى مدينة رام الله وجثامين 12 آخرين الى قطاع غزة. واشار الشيخ الى ان السلطة الفلسطينية "بدأت التفاوض على دفعة ثانية تشمل رفات سبعين شهيدا نتوقع استلامه الشهر المقبل"، مشيرا الى وجود "صعوبات في التفاوض بسبب عدم الوضوح في هوياتهم وأسمائهم". ووفقا للجنة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء فان اسرائيل تحتجز لديها "299 جثة تعود لفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة". وبالنسبة لبعض العائلات فان عودة رفات أبنائها يثير مزيجا من المشاعر.-(وكالات)