02 / 06 / 2012, 38 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [32]
|
شاعرة و رسامة و كاتبة
|
رد: بصمات ورايات عربية / الصعود إلى القمة
[align=justify] راية و بصمة .. حياة شهد ..
***
( مداخلة قد تكون في بعض جوانبها ساخرة ) ..
لو افترضنا " سلفا " أنّ الهزيمة كانت بسبب النداء الخاطئ الّذي وجه ليلة كان فيها الضباب يحتدم و يتجمهر ليهاجم باكرا .. ذلك النداء الوطني الّذي فقد مرونته و تحدياته التي كان من اللازم أن ترضخ لمتطلبات الحياة العصرية للجهاد .. و أنّ التخاذل امام القوى المعارضة لجمهورية الانفلات السياسي الّتي تحكم بلداننا العارية .. عفوا العربية .. و أنّ الانقسام جاء مصادفة أو استلهاما من حادثة وقعت قبل وقت من الزمن بعصا موسى السحرية .. مثلا نحاول ان نعطي للانقسام مغزى لا تفقهه العقول البسيطة ..
لو افترضنا أنّ التسكع الأجنبي اليوم بأوطاننا كان بدافع رفع الغبن الاقتصادي و حتّى السياسي .. ذلك أن الحكم السّياسي في بلدنا العربي الوحيد أو الّذي كان من المفترض ان يكون وحيدا لا يزال مراهقا بل لم يتجاوز بعد مرحلة الفطام .. لو افترضنا أنّ الكرّة الّتي تجتاز المسافات الكونية حتّى تصل لنا منهكة منفصلة الاجزاء ..
و لو افترضنا أنّ الجفاف الذّي مسّ جذور العروبة استدعى الالتجاء " سياسيا " لقطرات الدم المتواجدة بفائض " هو الوحيد " على أراضينا .. و كأن الدماء العربية " تاريخيا " من أجود الحضارات الدموية التي يمكن اللّجوء إليها في حالة الحصار القومي النابع من عمق الدكتاتورية .. استحضارا لروح الحضارة و استجلابا لقوى " العربية " القديمة ..
لو افترضنا أن الشرعية فجوة سحيقة لا تطالها غير الوثائق الّتي قرّرتها لها و عنها خدمة للإنسانية الضائعة ..
لو افترضنا أنّ الانكسار كان بسبب الانقلابات العسكرية على كرسي الحكم بطريقة نسفت معها كلّ الجيوش دفعة واحدة .. لو افترضنا أنّ حالة الحرب " الموقفة مؤقتا " كانت بدافع الغريزة السلمية الّتي لا تعترف بالجبن كحالة نفسية يجب متابعتها سياسيا بقوة العزيمة و التحديات ..
لو افترضنا أنّ الثورات العربية كانت بدافع التغيير .. ذلك أنّ الأزمات تقع بسبب الملل و الرغبة في التغيير لا غير ..
لو افترضنا أنّ كلّ نظام عربي هو اقتباس عن الآخر الدخيل .. فكلّ نظام هو دخيل بحكم اقتباساته المتعددة و حتّى لا تموت تلك الأصالة " الصغيرة " التي بقيت ..
لو افترضنا أنّ السلطة كحالة " نفسية " شاذة يجب أن تخضع لعلاج نفسي مطّول انطلاقا من وثيقتها الرسمية مرورا بدوافع الغيرة و الجنون التي تترصدها عند كلّ منعطف سياسي خطير .. وصولا إلى منعرجات التطّفل الدولي و التدخلات " السلمية المبطنة " .. اعتلاءً لدفاتر التوقيعات الفاخر المزدوج الجنسية .. افتخارا بأحقية البصمة السّياسية الواعدة .. صونا لكرسي مدّ جذوره في صميم العدالة المخدوشة .. كي يستلهم و ينمو .. اغترارا بكلّ المعاطف التي تلبسها السياسة كي تبدو كأنثى فاتنة ليلة ميلاد القديس الّذي اسمه على ما أعتقد " الديكتاتورتاين " و قد أضافت لنفسها حرفين أو ثلاث فقط لتكتسب شرعيتها من صانع الحب .. ذلك أنّ الرجل العربي يجيد التقليد الأعمى حتّى فيما يخص المشاعر .. لذلك احتكر لعبة السياسة الموجَّهّة .. لا الموجِّهة .. كي يريح فكره المتعب بأحاديث السمر و العشق و الهوى الناسف لكل عدوانية بشرية ..
لو افترضنا ان فلسطين دين قديم و مهر مسروق لعروس شقراء .. فلا يمكننا الحديث عن " الرجل الغربي " الّذي اخفى عنها مهرها بالقدر الذي يجب معه محاسبة والدا عربيا عن تزويجه لرضيعته المدلّلة لرجل لا يعترف بإلزامية المهر .. القاتل ..
لو افترضنا أنّ الداء المعدي الّي يجوب الأقطار العربية كان بسبب اللقاح المستورد الناسف للرجولة .. فهذا معناه أنّ موزّع اللّقاح قد استغنى يوما عن رجولته فقط ليجرّب فعالية الدواء .. و أكيد هو من بين الأدمغة العربية التي فاقتها ذكاءً منحة دراسية أجنبية .
لو افترضنا أنّ العنف لن يزيد شيئا غير عدد الجثث .. و المقابر العربية معروف عنها أنّها تحتل نصف مساحة العروبة حتّى أنّها ستكتسح قريبا جزءا من البحر .. لذلك كان لزاما علينا أن نحقن الدماء و نتنازل عن " شرف " هو عالة دموية علينا .. و هو " صراحة " عذر مقبول شرعا .. لو افترضنا أنّ السّياسة العربية من أهم شروطها " الغباء الفكري " فنحن نبصم أنّ هذا الشّرط الوحيد أيضا المتوافر عربيا لذلك السّياسة عندنا ناجحة تماما .. و ما الذكاء الملازم للحدود المحاصرة غير قيد متلثم بصورة العظمة سيحطّم بعضه .. فالجمود العقلي لا يمكنه ان يدخل في صراع يتساوى منطقه مع الذكاء الآخر ..
لو افترضنا أنّ القدس الشريف فُقِدَ نتيجة مراهنة تاريخية .. و الرّهان يجوز كسبب للنّصر فذلك معناه أنّ الملكية عليه كانت شرعية مستمدة من قوانين الرّهان الغربي .. ذلك أنّ الغرب فقط من لهم الحق في سن قوانين تخدم الصالح العالمي .. برلمان يشارك فيه العرب بصوت مكتوم و يصوّتون بمناديلهم و نحيبهم ..
لو افترضنا أنّ حالة الحصار جريمة لا يعاقب عليها القانون الدولي .. فهذا معناه أنّه قد حان الوقت لتحيين آلية الدّمار و إعطائها طابعا حدوديا يلغي تأشيرات الدخول و يساوم فقط على النَفَس العربي ..
لو افترضنا أنّ الوضع الراهن للبلدان العربية يشتكي من برودة موسمية .. و أنّ حالة الصداع القاتل الّتي مرّرت عدواها على كل الحدود المصابة بوهن شديد و أنّ الاحتضار الحاصل نتيجة عملية قسمة رياضية بحتة و أنّ القرى البحرية التي تشبه الجزر اعتصمت بعيدا عن المدن .. فذلك معناه أنّ الفاصل الجغرافي هو سبب الانتكاسات الفصلية .. و أنّ حقارة المطالب تدعو لجدارة خاصة بوضع لائحة موقعة عربيا و نقاش جاد .. يبرز مواطن الخلل العربي ...
حياة شهد
*
02/06/2012
[/align]
|
|
|
|