طفولة ؛ وعمر يكبر قليلاً
طفولة ؛ وعمر يكبر قليلاً
أحب اللون الجديد لشعري ؛ كان الأسود ثقيلا ، فيه أصابع أمي تمشطه ، فيه ضفائر ، فيه شرائط بيضاء طويلة ، وصوت باصٍ مدرسي ، وطابور صباح . فيه طفولة بأكملها ، وخصلات تتلوى ، كتب ودفاتر ، فناجين قهوة ، سهر ، وعمر يكبر قليلاً .
فيه صوت المعلمات يشرحن الدروس ؛ وقلم أحمر يرصد الأخطاء ، ومجموعة من الطوابع تلصق على الجباه !
فيه عناق صديقات ، فيه رسائل حب وهدايا . فيه ألعاب "باربي" ، وملابس نخيطها . فيه جناح طائر مكسور نرعاه . فيه دموع لكسر لعبة ، ودموع على حبة البسكويت الثانية ! فيه ركض ومسير ، فيه حب وغدير ، فيه ضحكات تعلو بلا سبب ، و غفوات في السهر ، و زلات تقل بمرور الزمن !
فيه أسئلة شتى ، واستفسارات تملأ المدى ، فيه أجوبة مضحكة وأخرى غريبة !
فيه أغاني تصدح بها الحناجر ، فيه شارع قبّل أقدامنا العارية ، وأم يعلو صوتها كلما رأت المنظر . فيه أب يعطي المصروف للمرة العاشرة !
إلى المرآة أنظر فتتلاشى سنون غرست فيّ أحلامها ، وتهرب أيام لمست فيّ طفولتها . لم أعد أحب اللون الجديد لشعري ، فغسلته لأعيش براءة طفلة وأحلام فراشة بجسد امرأة .!
فاطمه البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|