04 / 06 / 2012, 35 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [204]
|
خبير ديكور وصحفي وشاعر ، يكتب قصيدة النثر والتفعيلة
|
رد: من الأَلِــف إلـى حيــث لاندري مع الشاعر عبد الكريم سمعـون
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة الراشد |
 |
|
|
|
|
|
|
الشاعر (عبد الكريم سمعون )..شاعر الأرز والسماء..
رائعة إجاباتك ..مُفيدة، أتمنى أن تُصاغ ، ..كحِوار ..ومقال .. شامل .. ليكون مجلد وأوراق لكريم سمعون في أرشيفه الأدبي .
هذا الحوار الناجح، والذي أضاف ، لنا سجّل من أهم السجّلات في( نور الأدب) يجب أن يُحفظ ويثبت فهو من أفضل الحوارات... إنه حوار مميز ...
والشكر أولا ..للغالية والرائعة (نصيرة تختوخ)
وللرائع والشاعر الأرزي(عبد الكريم سمعون )
الذي أمتعنا ..لنعرف من يكون كريم (الإنسان ) ومن هو كريم(الشاعر) المحلق
بعيداً عن السماءْ....... إلى آدم الإنسانْ ........إلى الأرضْ ...
الأديبة الراقية والصديقة الغالية خولة الراشد تحية طيبة لإنسانك النبيل أقدر وأثمّن غاليا رأيك القيّم بالحوار واعتباره مرجع وسجلّ وأشكرك من كل قلبي، كلامك هذا وسام فخر وتاج عزّة .. فالشكر لتقييمك حوارنا بهذا الإهتمام والتقدير ..
لم يكنْ القصدْ من سؤالي عن الحضارة ... (الحضارة الإنْتاجيّة والمعماريّة )
لقد طَرحت السؤال بأسلوب عام مختلف ....وأنت أجَبت عليه بإجابة صحيحة بل مقنعة ..
لكن في قرارة نفسي كان سؤالي ..عن( الإنسان ) والذي ما من أحد إلا و سألته عنه! ، لعلك يا كريم الحوار والعطاء تشاركني ، معاناتي وحيرتي من يكون الإنسان ،وكيف يعيش بهذه التناقضات ؟
لعلنا نحاول أن نكشف عن حقيقتة الغامضة من خلال حوارك للبشرية ، لعلنا نتوصل للحل ..من خلال الفكر والأدب و الحوار
سألتك من قبل:
ما رأيك بالتناقضات االتي تعيشها الحضارات عامة... والأمة العربية والخليجية خاصة ؟
كانت إجابتك من حيث الإنتاجيّات الضخمة والحضارة المعمارية من فنادق ضخمة واللغوية التي تحولت لمجرد أرقام ورموز ... وهذا صحيح ...وهو شيء مخيف كذلك
إن الأمة العربية قضت على نفسها منذ عهد العثمانيين
الآن السؤال والإشكالية : كيف تكون العلاقة بيننا وبين هذا الوافد الجديد ؟
على مرّ الأزمان والدهور وتعاقب الحضارات دائما كان هناك غزو ثقافي وحضاري بين الحضارات والحضارات الأخرى أو الشعوب المستضعفة والمستعمرة والتابعة وما شابه ..ولا يخفى على أحد أم بعض الحضارات ذابت وتلاشت أو انصهرت في حضارات أخرى والفارق فيما يحدث الآن وما كان يحدث في السابق هو أن الشعوب العربية هي التي تستورد سفاسف الحضارات الأخرى وبأغلى الأثمان وبأهم المقدرات العربية والإسلامية ..
والدليل أن النفط العربي مثلا كأهم مورد اقتصادي من موارد الأمّة هو بيد بعض الأشخاص وهو في الحقيقة ملك للأمّة الإسلامية والعربية بين يُهدى لأعداء الأمّة ليستمدوا قواهم بالسيطرة على فلسطين الحبيبة وباقي الدول العربية والغير عربية الضعيفة .. فأولا يجب التخلص والتحرر من هؤلاء الأعداء الذين يحكمون ويتحكمون بمقومات ومقدرات الأمّة وهم من داخلها ومن بعد ذلك نتوجه للوافد الجديد أو بالأحرى لن يكون هناك وافد جديد بعد الخلاص من هؤلاء لأنهم هم من يرحبون بقدوم هذا الوافد
كيف نوازن بين قديمنا وحديثهم ؟ وبين تراثنا الأصيل ومعاصرهم الدخيل ؟ هل العلاقة بين التراث القديم والوافد الحديث ـ أو بين الأصالة والمعاصرة ـ هي علاقة التضاد والتناقض ؟ فلا أمل في الجمع بينهما ، أو هي علاقة التنوع والتكامل وهنا يمكن الجمع بينهما .
السؤال خطير ، والجواب مهم ، ولاسيما في هذه المرحلة التي تسعى فيها أمتنا لتحقيق ذاتها ، بعد أن اكتشفت ذاتها التي غابت أو غُيبت عنها زمناً .
وعندما سألت الكثير.. قد أجاب عنه أناس بافتراض التناقض.. كانت بين ثلاث ...
1-اختار البعض التراث والأصالة ، وعاشوا غرباء عن العالم والزمان .
2-واختار آخرون العصر والحداثة ، وعاشوا غرباء عن الأهل والمكان .
3-وبقي آخرون مترددين بين أولئك وهؤلاء . وأنها طبيعة الإنسان
ومن هنا شعرت بصراع بين المعاني في أعماق نفسي وعن ثقافة الإنسان ...وبحثت في الكثير من المراجع ولم أعثر على شيء مقنع !...أتمنى أن أصل
أستاذتنا الكريمة خولة .. أشكر ثقتك الغالية بطرح هكذا سؤال علي علما أنني لستُ محللا ولا باحثا ممن يُعتدّ برأيهم وما أعرفه ليس سوى جملة قناعات شخصية قائمة على تجربتي ورؤيتي الإنسانية الشخصية ..
قبل أن نقول: كيف نوازن بين قديمنا وحديثهم يجب علينا أن نقول : كيف نوازن بين قديمنا وحديثنا نحن ولكن فور طرحنا لهذا السؤال سنشعر بالخجل إذ أنّ حديثنا لا يتناسب مع حديثهم ولا مع قديمنا فهو هزيل ونتاج مافيات وزعامات إقتصادية وسياسية مممثلة بالأنظمة العربية ..
وهذه الأنظمة عبارة عن مجموعة دول أمنية قائمة على حماية نفسها بأية وسيلة وغالبا على حماية الغرب لها لأنها أصلا صنيعة الغرب ليكون وطننا العربي عبارة عن سوق لتصريف منتجات الغرب بما فيهم ما ندعوه حضارة ..
والحقيقة لا أحد ينكر حضارة الغرب ولكن هل نحن نستورد حضارتهم يا ترى أم أننا نستورد العادات السيئة والفنون الهابطة التي تفرزها مجتمعاتهم بين حين وآخر وتكون أبعد ما يمكن عن الحضارة ..
نحنُ شعوب مُعطّلة مصابة بالشلل فهذه الدول الأمنية لا تقبل إلا بما يتوافق مع مصلحة بقائها ولا يرتقي فيها للمناصب إلا المنافق والسارق والمجرم لأن أوراق إدانته ستكون في خزنة النظام يحركها ساعة يشاء أو ساعة يصحو ضمير هذا المسؤول ليهدده بها ..
فيعود لإنعدام ضميره ويرتفي لمناصب أعلى .. في أحد الأسئلة هنا في هذا الحوار سُئلت عن لون الماضي فأجبت أنه الرمادي فالرمادي هو مزيج الأبيض والأسود بذات النسبة فالأبيض هو لون العطاء والنقاء والأبدية ويجب أن نعكسهه على حاضرنا ويكون نهجا لمستقبلنا .. والأسود هو لون الموت والإمتصاص والفناء والحزن فيجب أن ندفنه مع الماضي وننساه .. نعم لا أنكر أن ماضينا يحوي من الأمجاد الكثير ويجب أن نفخر بها ونستمد منها القوّة للآتي ولكن أيضا فيه ما يندى له الجبين من الخيانات والخذلانات والجهالة وهذا يجب أن يدفن مع الماضي ..
نحن يجب أن نخلق حاضرنا ومستقبلنا دون الإستناد كليا على الماضي ودون أخذ حديث غيرنا حين أكتب عن قصيدة النثر مثلا فأنا لا أستشهد باي شاعر أو ناقد غربي ولا حتى أستخدم مصطلحات نقد غربية ومستوردة يجب أن تكون قصيدة النثر العربية واللوحة العربية بطابعها العربي والصناعات العربية والاكتشافات العربية وكل شيء عربي وبإيدٍ عربية ..
ولكن ماذا والمملكة العربية السعودية ترفض القمح السوري وهو من أفخر أنواع القمح وتستورد الأميركي ومصر ترفض التفاح السوري ولبنان ترفض القرنفل والورود السورية وتستوردها من هولندا، و بأضعاف أضعاف سعر المواد السورية على سبيل المثال .. فما يجب علينا فعله أن نعمل، أن ننتج ونعيد تصحيح ما تخرب ولا نستسلم ..
وهنا لا بد من ذكر النبي جبران خليل جبران عليه السلام ..
الويل لأمّة تأكل مما لا تُنتج .
وبوضوح ..لقد شهدت الساحة العربية توترات شديدةً بين ثنائيات عديدة مترادفات لمعنى واحد : مثل ... التقليد والتجديد ، المحافظة والتحديث ، الجمود والتحرر ، الرجعية والتقدمية ، الأنا والآخر ، الداخل والخارج ، المحلي والعالمي ، القديم والجديد ، التراث والحداثة، الغربة والوطنية...
وأقصد بالخليج العربي خاصة .. الإنسان عندما يعيش بشخوص متعددة ، وهذه معاناة أخطر ... "وجه المواطن في وطنه ..ووجهه عندما يرحل ليقضي إجازته ..أو يدرس .. وقد نلحظ ذلك التناقض المؤسف ،وأنا لا أعمم بل لا تكون عند بعض الطبقات والأجناس . ومن المؤكد أنك شاهدت ذلك في لبنان وسوريا وهو أن الإنسان بعدة شخوص ، قد يكون الكبت كما تعتقد بعض البلاد العربية الأخرى بأننا نعيش في كبت . .. ! كذلك يا كريم هذا التناقض منتشرفي الغرب ولكن لا نراه بصورة واضحه ، ربما يكون بصورة خفيّة غير مرئيّة ، وهنا تكون أكثر خطورة، حتى صار الإنسان بعيش في حروب ..وثورات.. وضلال ..ويئس.....بين تناقض ... السلاح والإنسان و كيف يصيب سهمه و يحمل سلاحه بذكاء؟ كيف يجعل عقله وفكره المبدع المفكر هو سلاحه المدمر لأمريكا وأعوانها ؟ وأظن ذلك سيكون صعب لأني أعود وأقول نحن أمة لا نفعل ما نقول ..
بينما (الغًربة) المحزنة تكاد تكون( كالعبودية)
ولقد كتبتُ عنها في قصة (حلم الأمس) في مرافئ الأدب نور الأدب
والآن يا (كريم النفس والعطاء والأرز وشاعر السماء والنبع)... قد جاء دورك لكي تختار كما اختار لي الآخرون ،وتجيب عن التناقضات والإشكاليات الثنائية عند الإنسان ! إن سمح لك وقتك الثمين
الغالية خولة . الشخصية العربية مكوّنة من مجموعة كبيرة من العُقد المُعالجة والغير معالجة .. ومجموعة من ردود الأفعال ، ومابين الثورة على النواظم القاسية والإنفلات والتفسخ الأخلاقي ..
فلو قلنا لأحدهم إنّ الله شديد العقاب يقول : لا بل هو غفور رحيم .. فالتأويل الخاطئ للنص القرآني من البعض وكثرة الفتاوى والتجاوزات والفهم الخاطئ للأديان عموما وانتشار السفسطة وتعدد الآراء حول حُكم واحد حتى ولو كان حكما شرعيا أو تفسيرا لقاعدة فقهية وجميعنا يشهر ويسمع مؤخرا تعدد الفتاوى ومنها ما يندى له الجبين والدين منها براء ..
فهل المبادئ والقيم عندنا مطاطة وتقبل التأويل وتعدد الآراء أم أن عقول المؤولين والمفسرين هي المختلفة وتتبع الأهواء والغايات السياسية والمكاسب المادية..
عدم التحرر النفسي والتخلّص من الترهيب والترغيب في الأسرة والمجتمع كارثة وهو ما يؤدي لشخصياتنا المتناقضة .. مثلا الشاب في بلداننا لو اختار فتاة للزواج ووالده لا يرضى عنها وعن والدها ولا تتوافق إيديولوجية أسرتها الدينية والسياسية مع إيديولوجيته سيرفض ولو رفض سيحرم الولد من الميراث أو سيعاقبه أو أو أو ..
فمثل هذا الإرهاص سيؤدي حتما لشخصية متناقضة بين الخوف من الأب أو المجتمع أو الحاكم وبين قناعاتنا الشخصية حيال أي أمر نريده .
لو أخذنا طفل عربي لتمجر لشراء ملابس فهو لا يستطيع أن يختار الألوان التي يريدها وتريحه نفسيا بل سيختار ما يرضي والده أو والدته أو أخوه أو أو أو...حتى مسألة الإيمان وإقامة الطقوس الدينية تكون عند الشباب لإرضاء الأهل وليست قناعة فتصبح فيما بعد عادة وليست قناعة وخشوع وحبا بالله وهذا نوع من الزندقة من حيث لا ندري..
حين نتحرر كأفراد وتتحرر ذواتنا من قيودها سنكون قادرين على العطاء وستنعدم حالة التناقض في الشخصية الواحدة ..
وأهم ما يجب فعله هو فصل الشارع الديني والناظم السياسي عن المجتمع وإنحساره لمكانه في الأسرة والدولة كسلطة سياسية وحسب ..
وهذا أخطر ما يهدد الشخصية العربية بمرض التناقض
وعلى سبيل المثال حين يتقدم شاب لخطبة فتاة فإنها أوتوماتيكيا ستشبهه بكل شيء بالموسيقا وحب الألوان والطعام وطرائق السلوك المختلفة وهو بدوره سيشبهها ما استطاع وبعد الزواج سيُتكشف النفاق المزعوم وتبدأ الشقاقات والخلافات والطلاقات .. نحن شعوب لا نحب إلا ما يشبهنا ومن يشبهنا ونلغي الآخر ولوعجزنا عن إلغائه ستنصنع أمامه ونتجمل وننافق ..ونرتقي بخفض من حولنا وليس برفعتنا وعملنا ونتاجنا الإبداعي والعلمي والعملي . فحين ينعدم كل هذا سنكون أحرارا نحبّ ما نحبّ ومن نحبّ ونرفض ما نرفض ومن نرفض ..
وهذا ما أدعوه الكبرياء فحين نمتلك الكبرياء سنتحرر من التناقض .. أعذريني للإسهاب ولكن هذا وجع دائم يلتهم روحي ..
سؤال :
-
2هل الشاعر (عبد الكريم سمعون) في ( الفن والنقد التشكيلي ) يتحول من شاعر إلى ناقد تشكيلي... ورسام .....أو هاوي و عاشق للفن ... فيسبح في أعماق اللوحة ويحللها برؤية تعبيرية مرئية جميلة ..
ولأني أعشق ( الرسم والنقد التشكيلي) وأتذوّقه..
أسجّل إعجابي وشكري للرسّام (جورج شمعون) الرائع و الذي رسم غلاف (سَفر لا يُترجم) للشاعر (عبد الكريم سمعون) تحيتي وتقديري له ولذوق ريشته المموجة الرفيعة .............
تقديري ..لأدبك ..وحوارك الممتع..... الراقي....
كل التقدير والشكر لإنسانك النقي اللطيف الطيب أستاذة خولة وتحية كبيرة من أخي وصديقي الفنان جورج شمعون ..
أما بشأن التحول لناقد تشكيلي فهذا أبعد ما يكون عني أنا شاعر ولست ناقدا لا أدبي ولا تشكيلي ولكنني كما تفضلتي عاشق وهاوي لجميع أنواع الفنون وأدعمها وأؤيد إنتشار جيّدها و أستطيع تمييز ما تستسيغه ذائقتي من الفن التشكيلي والموسيقى والتمثيل والإخراج والغناء والأدب وأسنده بآراء ورفض مالا أستسيغه والإدلاء برايي لماذا أرفضه .. وهذا ليس نقدا أكاديميا يعتمد على قواعد وأسس منهجية بل هو ذائقة فطرية ليس أكثر ..
علما أن الجميع حين أتكلم عن لوحة أوفيلم أو مقطوعة موسيقية يتعاملون معي كناقد ويهتمون برأيي جدا ولكن هذا لا يعني أبدا أنني ناقد..
سأعود بإذن الله ....
لك مني أغلى سلام.. وأحلى حوار ولحن الذكريات ..وجسور وحروف لك ميلاد جديد... ونرجس أبيض بريحان روحك.............
تَحَمّلْ يا كريم كثرة أسئلتي وإسهابي ، فإن كان ذلك فلأني أحاول أن أعرفك أكثر ..وأكثر ..على الرغم أيها الشاعر أني أفهم لحنك وغناء حروفك الصادقة .................
خولة الراشد
|
|
 |
|
 |
|
الأستاذة الغالية والصديقة خولة الراشد تحية كبيرة لشخصك الكريم وأتمنى أن تنال إجاباتي رضى خاطرك .. ولعودتك الكثير من الترحيب والبشاشة
محبتي وتقديري
|
|
|
|