[علاء زايد فارس]

أَخْتَلِفُ عَنْك!
بقلم علاء زايد فارس

أَخْتَلِفُ عَنْك......!

نَعَمْ أَخْتَلِفُ عَنْك
جَسَداً وروحاً..
أحلاماً وطموحاً...
أَخْتَلِفُ عَنْك
لأنِّي أنا أنا
وأنتَ أنْت...
تخيل إنْ كنتُ مثلك!
إذاً لكتبنا سوياً ذات القصيدة
ولقرأنا كلَّ يومٍ نفسَ الجريدة...

تخيل إنْ كنتَ مثلي...
لشَرِبْتَ الشَّاي دون القهوة في الصباح..
ولربما قَطَعْتَ من بستانك أشجارَ البرتقال
لتزرع مكانها حقلاً منَ التفاح...

إنْ كنتُ أنا وأنتَ شخصاً واحداً....
لسمعنا سوياًّ في الصباحِ تغريد فيروز
وإن كانت جذورنا واحدةً...
لربما كان عيدنا عيدُ النيروز!

فاقبلْ هذهِ الحقيقةَ يا أخي الإنسان
لأنَّ الحياةَ لا تكون بكَ وحدك
ولنْ تكونَ
إلا بأنا وأنت!


أختلفُ عنك
فاسعدْ ولا تغضبْ
وماذا يضيركَ هذا الاختلاف؟؟!

فإن كنا نسخةً عن بعضنا
لكانت كلُّ أسماءِ الذكورِ آدم
وأسماءُ الإناثِ كلها حواء..
وإنْ كنا نفكرُ بنفسِ الطريقة...
لأصبحنا جميعاً شعراءَ أو نبلاءَ أو خطباء!

هكذا الحياة يا أخي الإنسان
جميلةٌ باختلافنا
سعيدةٌ باختلافنا
أليمةٌ أيضاً باختلافنا!

فقلي بربك إنْ كُنَّا شخصاً واحداً منْ هوَ العدو؟؟!
ومنْ هُوَ الصديق؟؟!

وإنْ كنا جميعاً رهباناً في العبادة
فمن كان سيفتحُ ما بعدَ المضيق؟؟!

وإن كنت أنا وأنت من أهلِ الهوى والسُكْر
فمن سيطوفُ بالبيتِ العتيق؟؟!

فاقبل هذه الحقيقةَ يا أخي الإنسان
فكل شيءٍ في الحياةِ يدعوني لأختلف عنك..
التاريخ يريد ذلك..
الجغرافيا تسعى إلى ذلك
وقوسُ قزحٍ يقتاتُ على اختلافِ ألوانه!
أفلاكُ الكواكبِ والنُّجوم
عصفورُ الصباحِ و طائرُ البُوم
لكنةُ لساني
حكاياتُ ما قبلَ النَّوْم
أشجارٌ لا تنمو إلا في تربةِ وطني!
والكائناتُ، كُلُّ الكائنات
والحياةُ، كُلُّ الحياة..تريدني أنْ أختلفَ عنك!
وأَنْتَ تُريدُني أنْ أكونَ أَنْت؟؟!



م.علاء زايد فارس
5/6/2012م