الموضوع: بوح خريفي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 06 / 2012, 45 : 07 PM   رقم المشاركة : [170]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بوح خريفي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
الراية .
لا تزال أنتَ وطني .. ولا أزال أحمل رايتك ..
لا تصدقهم فأنا لم أسلم رايتك .. أنا لم أسلم الراية .. ولن أسلمها .
حتى لو لم يبقَ في جسدي إلا إبهام واحد فسأحملها به .. وإن بتر إبهامي .. سأحملها بقلبي .. وإن مات قلبي سيحملها كفني .. سيحملها نعشي .. ولا .. لا .. لن أسلم الراية .
غيابك أصبح ثقيلاً على قلبي .. ثوانيه ساعات طوال .. غموضك يأكل الوقت .. ما تبقى من الوقت .. يأكل الزمان .. يأكل الأيام .. يأكل كل اللحظات الجميلة .. ولا يُبقي لي سوى غيمة سوداء تلتحفك .. لا بصيص نور فيها أنفذ منه إلى قلبك .. لأترك إليك رسالة أقول فيها إني أشتاقك ..
كل الوقت أشتاقك .. كل الساعات .. كل الأيام .. إني أشتاقك وأشتاق أن أسمعك تحدثني .. تشتكي منهم .. تتذمر .. تهدد .. تتوعد .. تنذر بالويل .. تقلب الطاولة على رؤوسهم .. تنسحب مخلفاً وراءك إعصار .. بركان .. حريق يلتهم الأخضر واليابس .. وصراخ يكسر نوافذ الغربة ويقول لي بملء الصوت :
لأجلك فقط أقتحم قصور النفاق التي يسكنون .. لأجلك فقط أقتحم أحلامهم .. لأجلك فقط أمدُّ قصائدي إليهم جسوراً منها يعبرون .. لأجلك فقط أنثر في طريقهم الورود والرياحين .
هجرتُ غربتي لأجلك وسكنتُ خيامهم .. شربتُ من غديرهم .. وانتظرتك ذات مساء هناك عند رأس النبع .. فاستلوا سيوفهم ومزقوا قلبي إرباً ..
لكنّي ما أن لمحت طيفك يعبر منامي حتى لملمت أنسجة قلبي على عجل وحملتُ روحي مع طيفك وعدتُ أسكن غربتي وشتاتي .
قالوا بأنني سلمت الراية ..
هم قالوا بأنني أنا قد سلمت الراية .
ماذا أقول لهم .. أجبني وأنت وطني وعشيرتي وخيمتي وكل سنوات التيه .. كل سنوات العشق المنتظرة خلف بابي .. كل قصائد الحب المعلقة على نافذة عمري .. أجبني ماذا أقول لهم ؟
لا تزال الراية في يدي .. ولكنَّ قلبي هذا الذي قتلوه وكفنوه ودفنوه وقرأوا على روحه آيات الذكر الحكيم هل ينتفض من قبره ويعود إليهم يحمل راية مصلوب فيها قلبي وقلبك وخيمة ؟
أجبني ماذا أقول وأنت تسبح في بحر من الصمت وأنا على شاطىء النسيان أنتظر غيمة تمطر لي أنتَ وحبكَ وقصائد معلقة وقصة حب تأبى أن تموت ؟
أجبني .. أنا مللت الرجوع .. مللت الرجوع من دونك .. والراية لن أسلمها .. وهذا قلبي .. قل لي ماذا أفعل به وهو ينتفض من الحنين ..
أجبني .. هل أعود ؟
أنا لن أسلم الراية .. هل نعود .. أجبني ؟


العزيزة ميساء ..
حين تعزمين على البوح فإن الكلمات تكون في حالة استنفار قصوى لتصير طوع بنانك .. وتنساب بكل تلقائية على أوراقك ..
وحين يسيل مداد حبرك فإن عبقه يسبقه ليرسم أجمل اللوحات و أبهى الأغنيات .
تساؤلات بقدر ما تحمله من ألم و يأس ، فإني أتطلع من خلالها إلى أرجاء فسيحة من الأمل في غد مشرق يكون فيه اللقاء لتبدأ تساؤلات أخرى أكثر بهاء .
أحيي فيك هذا البوح الزاخر المدرار وأهنئك من كل قلبي على وهج حرفك.
محبتي .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس