[رشيد الميموني]

[align=justify]من المعروف أن العالمين العربي و الاسلامي لهما خصوصيتهما في ما يخص علاقة شعوبهما بحكامهم .. وقد انتبه الاستعمار القديم وخاصة الجديد إلى هذه العلاقة الحميمية التي تصل أحيانا إلى درجة التقديس فعمل بذكاء على استغلالها لتثبيط الهمم و بث روح الإحباط و الخذلان في نفوس الشعوب .. فكان يبدأ بالنفخ في مزايا هذا الزعيم وإظهاره بمظهر القوة حتى إذا تأججت المشاعر و اعتقد الجميع بصلابة ومناعة زعيمهم جاءت الضربة القاضية لتطيح بهذا الزعيم وبالتالي بالآمال المعلقة عليه في بعث نعضة الأمة من جديد .. وهذا ما حصل مع كثير من الأظمة العربية في العصر الحديد ..
البطل والزعيم .. هناك ما يفرق بينهما .. فالزعيم يمكن أن يكون بطلا في أعين الشعب ، لكن البطل الحقيقي هو من يعيش آلام و آمال الأمة ولا يتنازل قيد أنملة عن مصالحها ويتعرض من أجل ذلك إلى كثير من المساومات قبل أن يواجه التهديدات ومختلف طرق الإغراءات إلى أن تتم تصفيته أو نفيه .
والغريب ألأن كثيرا من الأبطال تعرضوا لهذا المصير على يد شعوبهم بسبب الجهل ، ولنا في باتريس لومومبا البطل الافريقي الكونكولي الذي كان لا يفكر إلا في مصلحة البلد واستقلاله دون التنازل عن خيراته بينما استطاع المستعمر أن يحول تأييد الشعب إلى نقمة وتنصيب موبوتو مكانه .
هناك أبطال عرب ومسلمون لم يستطيعوا أن ينجزوا ما حلموا به بسبب اختلال موازين القوى بينهم وبين الاستعمار من جهة و جهل بعض الشعوب وتآمر بعض فئات الشعب التي كانت تتقاطع مصالحها مع مصالح اللاستعمار .
أنظر بكل اعتزاز إلى المجاهدين الذين عرفتهم الحقبة الاستعمارية كمحمد عبد الكريم الخطابي و عبد الحميد بن باديس و عمر المختار على سبيل المثال لا الحصر ..
محمد عبد الكريم الخطابي يبقى رمزا بالنسبة لي لأنه استطاع أن يعبئ منطقة الريف ضد الاسبان و يفني تقريبا التجريدة العسكرية في معركة أنوال .. ولولا تحالف فرنسا واسبانيا ضده لكان له شأن كبير .
الأمة تحتاج لمثل هؤلاء الأبطال ولا أشك في أن قولة الرسول صلى الله عليه و سلم ،"يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها." لا يمكن إلا أن تتحقق .. ولكن يبقى على الأمة أن تعي دورها في التثقيف و التعليم و تبث روح القراءة والبحث في نفوس الأجيال ..
شكرا لك نصيرة .[/align]