صعدت القوات الإسرائيلية من هجماتها المكثفة على قطاع غزة، طيلة يوم أمس، ولليوم الرابع على التوالي، واستشهد جراء العدوان 7 مواطنين وأصيب العشرات بجروح متفاوتة في مختلف أنحاء القطاع.
وبهذا ترتفع حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلى 25 قتيلا، وأكثر من 90 جريحا حالة 8 منهم خطيرة بينهم 52 امرأة وطفل و4 مسنين.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة تتواصل، إذ سقطت فجر اليوم في النقب الغربي 8 قذائف صاروخية 3 منها في منطقة المجلس الإقليمي ساحل آشكلون وعدد مماثل في منطقة مجلس آشكول الإقليمي واثنتان في محيط مجلس شاعر هنيغف دون وقوع إصابات.
كما أطلقت 3 قذائف هاون دون وقوع إصابات، وكانت طائرات من سلاح الجو قد أغارت على أهداف فلسطينية في قطاع غزة وعلى خلية كانت تهم بإطلاق قذائف باتجاه الجنوب، كما قصفت الطائرات أنفاقا في جنوب قطاع غزة.
وأضافت الإذاعة أن الدراسة اليوم الثلاثاء تتعطل في معظم التجمعات السكنية في المنطقة الواقعة على بعد ما بين 7 كيلومترات و40 كيلومتراً من قطاع غزة.
وأبلغت إسرائيل السلطة الفلسطينية الليلة الماضية بأن معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) قرب رفح سيغلق اليوم بسبب الوضع الأمني.
وفي نيويورك أبدت الرباعية الدولية المعنية بالملف الإسرائيلي الفلسطيني الليلة الماضية قلقها من التصعيد الميداني الحاصل داعية الأطراف المعنية إلى الالتزام بالتهدئة، كما جددت الرباعية دعوة الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني إلى استئناف المحادثات المباشرة بينهما وتجنب أي خطوة استفزازية سعياً للتوصل إلى تسوية بينهما خلال العام الجاري.
قال مسؤول أمني مصري كبير إن إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وافقت على هدنة بوساطة مصرية لإنهاء أربعة أيام من التصعيد العسكري الإسرائيلي والـرد الفلسطيني بصواريخ والقذائف محلية الصنع.
وذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن المسؤول المصري قوله إن "الجانبين وافقا على إنهاء العمليات الحالية، وأن إسرائيل قدمت تعهداً - غير معتاد - لوقف الاغتيالات ضمن اتفاق عام على بدء تهدئة شاملة ومتبادلة".
وأضاف البيان أنه "قد تم الاتفاق على إنهاء العمليات الحالية بين الجانبين وبدء تهدئة شاملة ومتبادلة بما في ذلك وقف الاغتيالات على أن تدخل حيز النفاذ في تمام الساعة الواحدة من صباح اليوم الثلاثاء، وتتولى مصر متابعة تنفيذ هذا الاتفاق".
ومن جانب آخر لم يصدر أي تأكيد إسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار، وكانت مصادر عسكرية قالت أمس إن الهدوء في الجانب الفلسطيني سيتبعه هدوء مماثل من إسرائيل.
وكانت قيادة "حماس" في غزة ممثلة برئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية ومحمود الزهار قد توقعت تثبيت التهدئة رغم صعوبة الموقف موضحة أنها غير معنية بأي تصعيد.
أما القيادي في "الجهاد الإسلامي" داود شهاب فقال إن هذه الحركة لم تعط أي موافقة على تهدئة مع إسرائيل، مضيفاً انه طالما هناك عدوان فالتهدئة غير قابلة للنقاش مطالباً إسرائيل أولاً بوقف العدوان بشكل كامل حسب قوله وبتقديم ضمانات بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات.
وكان متحدث آخر باسم "سرايا القدس" قد أعلن استعداد "الجهاد الإسلامي" لتوسيع مدى القصف الصاروخي للمدن الإسرائيلية إن لم تتوقف الغارات على القطاع.
ويذكر أن إسرائيل كانت بدأت جولة تصعيد جديدة على قطاع غزة باغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد زهير القيسي والقيادي محمود حنني، وأسفر التصعيد الإسرائيلي عن ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 25 قتيلا، فيما ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق حوالي 200 صاروخ وقذيفة محلية الصنع نحو البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.