[خولة الراشد]

الأستاذ خالد مخلوف..........

خالد.. أنت صديق طفولتي ، وطفولتي دمشقية، وليس التراب ولا الهواء ولا المكان هم وطني ، وطني هو النبض و نبض الشام لا يفارقني ...أينما كنت ، لا أعلم يا أستاذ خالد ..لما أنت دوما في سباق مع حروفي ...لما تقطف العنب قبلي ؟ ، كنت سأكتب عن مأساة سوريا بل الثورة ...لا أعلم لما دوما أنا وأنت في سباق مع الحروف ، لا أعلم كيف تصل بأنفاسك لحدود النصوص المطروحة ... أقصد لفكري المسلوب ؟ ، أحسدك ، لأن فكرك أسرع من فكري ، ربما السبب هو عمق خيالي وإسهابي ....
سيدي إن الحزن على الإنسان... كاد يقتلي ، نعم نحن نعيش ثورة الإنسان على نفسه للأسف القليل... القليل ..منهم من يعلم كيف يحمل السلاح ويصيب السِهام..! أقصد أن ثورة العرب غير مدروسة ومخطط لها ، والسبب هو الإنسان ...الحياة محورها أو محبطها "الإنسان والحب والوطن" تلك الزوايا يجب أن تستند كل منهم على الأخرى لألا تتدهور عروبتنا وحبنا ووطنيتنا ومن ثم الإنسان فيحل الدمار وتعدم الحياة فنصير أشلاء على الطرق ... آه ، يجب أن ندرك الاتجاه ..وكبف نحمي أنفسنا
لن نبكي دموعا ودماً
ستسطع شمسنا وتجف الدماء إذا ما تكاتف العرب بإذن الله... ومتى ما كان السلاح هو الفكر والعقل والقلم كان الأمان والاطمئنان،
إني أعانق بلادي بقلمي ...و أنا متأكدة أن مثقفوا العرب يستطيعوا فعل الكثير ولكنهم لا يتواجدون على الساحة !
****************
أخي خالد برأي أن اللجوء إلى العنف يعني الدخول في منطق الحرب، وبالتالي ضعف حجة الثورة. تعاون العنف المنهجي للدكتاتورية والنفاق الجماعي عند من يريد مناهضة الدكتاتورية بوسائل غير سلمية.


أماعن نصك
أتمنى أن تتقبل تحليلي البسيط :
إن الحمامة التي كانت تحكيها لك أمك ..بحنانها... الحمامة هي :السلام ..والقطة :هي الألفة والمحبة وبهذا تكون دمشق : هي ( حمامة الأمان والسلام) ..
(ودمشق هي الألفة والمحبة)... ...
بينما محرك السيارة هو الدخان هو الثورة.. هو (البترول)والدخان.. الذي بات العالم ويموتوا في سبيله و محرك السيارة هم أعداء دمشق، والمشكلة أن السير على الأقدام بات من المستحيل حتى في الحارات هكذا يا صديقي نثرت مصطلحاتك وتجرأت على تحليلها وأتمنى أني أصبت لو القليل
أما إن لم أصب اعتبرها مجرد قراءة عابرة، أما إن فزت ...! من يدري قد أفوز بصحن من الحمص ...أو أكتب معك مقالا ، أو نعود لدار ونقطغ الثمار ونحرث البساتين معا بإذن الله
...
**************
ولأنك تحدثت عن دمشق ...اسمح لي أن أتطرق للثورة وماهي ومتى كانت ....
وهي مجرد إضافة لا غير..
( و أضع إطارا مذهب ومشرق للوحتك الدمشقيّة ) ....

أنيس منصور : لا يصف ثورة مصر ثورة فلا يصف أحدهم ثورة عرابي باشا أنها ثورة بل يفال أنها مجرد (هوجة أو هيصة) يقول أنها ليست ثورة بالتمام إنما هي ثورة ( الغصب ) وأن ثورة يناير 1952 كانت ثورة كانت مجرد انقلاب عسكري وأن الضباط الأحرار كانوا يسمونها ( الحركة المباركة ) وهي ليست ذلك ثورة الأحرار وهي ليست ذلك ..ثم قالوا أنها انقلاب وهي ليست ذلك ..ثم قالو أنها ثورة وهي ليست ذلك ...
ويقول : إن الثورة الحقيقبة هي التمرد و السخط والغضب على(كل الأحوال) مع وجود برنامج شامل للإصلاح بقوة وأن أول ثورة في التاريخ كانت منذ 45 قرنا عندما عاشت مصر 200عام بعدها كان يسيطر عليها ملك واعتلى العر ش لمدة حتى سخطت.. مصر في الضيق ...وانقلاب المصرين على بعضهم والحروب القبلية والأهلية وكان يقولوا الناس يا ليتنا لم نولد سخط من الأوضاع والتمرد على ا بسبب الجوع والظلم والانحلال فكانت انقلاب مرة واحدة كانت ثورة منذ كانت صراع ....وهذه هي الثورة الشاملة لإصلاح الأمة
-أما أول ثورة عربية تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول مطالبين بالإفراج عن سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانية إلى الرضوخ
*****************

-إذا الثورة : ليست وضع واحد أو مطلب خاص ..
بل هي انقلاب الشعب والأمة على كل الأوضاع من فقر ومجاعات وقتل وسلب ونهب وظلم للشعب
هنا نستطيع أن نتساءل ونبحث و نحدد هل نحن في ثورة كما هو المتعارف عليه ..أم هي مجرد انقلاب خاص إصلاحي معين سواء في الحدود أم خارج الحدود أي الأمم السامة القاتلة



أما في الشام بدايات الثورة
-كان (سلطان الأطرش) أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على داره في القرياّ، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق دار الحكومة بدمشق، منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (باشا) عام 1918، في الجيش العربي. وقد طرح الفرنسيون عليه الاستقلال في حكم الجبل وتاسيس بلد مستقلة في محافظة السويداء فرفض رفضا قاطعا لسعيه الدؤوب نحو دولة عربية مستقلة بعيدا عن التجزئة والاستعمار.

بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة
في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل الدروز، الذي سمي جبل العرب بعد انطلاقتها، لأن هدف الثورة الأول كان إقامة الدولة العربية الحرة وتوحيد سورية ساحلاً وداخلاً والاستقلال ورفض الانتداب الفرنسي، لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان. وقد تولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع في مؤتمر ريمة الفخور بعد أن شهد العالم معركة المزرعة، التي قضى فيها الثوار
أسباب الثورة هي الرفض القاطع للانتداب وللتقسيم الطائفي التي قامت به فرنسا في سورية، حيث قسمت البلاد إلى دويلات طائفية، فرفع سلطان باشا الأطرش شعار الثورة الشهير: الدين لله والوطن للجميع، وكان هذا الشعار صفعة في وجه هذا التقسيم الطائفي لسورية


نحيتي وتقديري لوطنيتك وأدبك الراقي...
لك مني ... أحلى الكتابات ..وأجمل الأمسيات ..وأحلى الأمنيات.......

ولي جبال الشام... وأشجار العنب... والتفاح ...والرمان.........

خولـــة الراشـــد