* أين نامت الكرامة العربية .. ؟
* ماهي حدود الموت العربي من أجل الكرامة .. ؟
* كيف يمكن التحرّك عربيا من أجل استرجاع شيء اسمه " كرامة " ... ؟
****
قد تتشابه المصطلحات لكنّها ترمز لشيء واحد و هو الجرح العربي الذي لا يزال ينزف أمام الصمت أو حالة السكون التي جعلتنا نتشبّه بمجرّد دمى تحركنا أيادي الغيب أن الغرب ..
فكيف مع هذا يمكننا أن ندعي انّ لنا كرامة و أن مجرّد الوقوف هو الانتساب إلى شيء فقدناه حقا ..
****
قد يكون من الأوضح و الأجلى أن نحاسب العرب على شيء اسمه كرامة تقتضيه الإنسانية حتّى يتسنى لنا الانطلاق من النقطة الاهم في موضوع الكرامة ..
الكرامة أولا ارتبطت كمفهوم سطحي بتوفير المستوى اللائق للإنسان من حاجيات طبيعية فهي مرتبطة بمفهوم الإنسانية لحد بعيد جدا و و لو أردنا ان نناقشها فلسفيا أو من الناحية النفسية على الأقل توجب الإشارة إلى المفهوم العكسي و هو يخدمنا أكثر هنا باعتباره يؤسس لفكرة الاستعمار و الاستغلال و الإبادة و القتل .. ... ذلك أنها تعاكس كلمة مهانة أو الذل ..
و هو ما تعيشه واقعيا الشعوب العربية حاليا .. ما معنى أن أعيش في قصر أو امتلك الكثير من المال و لا أستطيع التعبير عن رأيي .. لا أستطيع أن أقرر شيئا فيما يخص وطني ..لا أستطيع أن أمنع شيئا حقيرا ان يدوسني و أنا جالس تحت سماء وطني ..
ما معنى أن تفرض علي الهجرة و الرحيل دون أن تحميني بطاقة الهوية التي امتلك .. و تحميني الحدود ..
ما معنى أن أجد نفسي مطرودا من مكان أنتمي إليه بمفهوم الفطرة و لا أستطيع أن أحرك ساكنا .
ما معنى ان يغتال الشرف امام عيني و أصمت إلأنني رجل حقير أم أن الشرف كلمة تجاوزها الزمن ..
ما معنى أن تحاك ضذي الأزمات و أنا واقف أتفرّج ..
ما معنى ... ما معنى ..
***
لن اتناول الموضوع من مقياس ضيق كما هو مثلا في حالة المواطن البسيط العربي لكن سأتناوله من وجهة خاصة .. الحكام العرب .. باعتبار الدولة تنطلق أو تسمى بأسماء حاكميها ..
فلو تساءلت مثلا .. فهل يمكن لأحد أن يجيبني هنا .. هل الحاكم العربي أو الرئيس الجمهوري أو الملك يمكنه ان يتصرف في شؤون وطنه و يقرّر في كلّ شيء دون أن ينظر إلى غيره .. أو يدعي احترامه للمواثيق الدولية، تلك التي صنعها الغرب بإرادة منفردة مع العلم أنّ هكذا مواثيق كان يجب أن تتخذ قواعدها و بنودها انطلاقا من الرغبة الجماعية و خدمة للإنسانية ..؟ هنا يأخذني الحديث أيضا إلى فكرة أخرى .. هل هذه المواثيق الدولية جاءت لتخدم الإنسانية حقا .. أم انّها جاءت فقط كسند أو وثيقة يستخدمها الغرب في وقت الحاجة السياسية .. إن صحّ القول كرادع أو سلاح في حالة التمرّد ' العربي ' أقول العربي فقط .. و هذا ما حدث و يحدث كثيرا .. بالرغم من أن الاحتلال الصهيوني الموجه دام سنوات او قرون و هو يناقض مفهوم الإنسانية و ينفي حالة السلم الضرورية المكرسة في المواثيق الدولية .. مجرّد توقيع غبي لا يمكنه أن يرقى لوثيقة وقعتها الشعوب بدمائها و برغبتها رغم انّ الشعب البسيط أو الفئة المقهورة اجتماعيا و الاميين و كبار السن عند اختيار رئيسهم هم في الحقيقة بعيدين تماما عن منصة الحكم .. ذلك أنّ نصف الشعوب إن صح القول لا تفقه من السياسة شيئا و لا من امورها أو المعارضين فيها أو المترشحين ..يقرّر باستخدام أول صورة لرجل قد رآه يوما أو سمع عنه ..
فكرة تؤدي لفكرة اخرى في موضوع شائك ..
قد لا يمكننا الخروج عنه ذلك أنّه مجرّد متاهات .. فكلما كتبت كلمة أجد نفسي انتقل تلقائيا إلى أفكار اعمق و أعمق ..
رغم انّ بعض الأفكار بسيطة جدا أو نظرا لبساطتها لا يمكنك مناقشتها ..