[نصيرة تختوخ]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

***سيدي الشاعر عندي ميل للاعتقاد بأن الشعراء يعيشون نوعا من الدونكيشوتية وأتساءل عن مدى احتياجهم في دون كيشوتيتهم لرفيق كسانشو پانزا بسيط وصدوق ويصدق كل تهيؤاتهم ورؤاهم وخيالاتهم وأفكارهم وإن كانت متحولة متبدلة؟ مارأيك أم أن أفكاري تسبح في خيالي؟
**********************
الشاعر عبد الكريم سمعون:
أجل سيدتي الفاضلـة أكثر قول أنصف الشعراء يكمن في سؤالك الرائع ..
فالشاعر كائن خائف بالطبع ليس لأنه جبان بل لفرط حساسيته وشدة خوفه على كبريائه
فدونكيشوتية الشعراء هي نوع خاص من النبل والأنانية.
ياصديقتي الوفية ما أشبهك بسانشو الوفي ولكن أحتار من أين آتيك بحمار ووعاء الحلاقة كقبعة أو بالأحرى خوذة مناسبة لمقاس رأسك المليء بالفكر والثقافة المدهشة.
يكمن خوف الشاعر دوما في المساس بمزاجه ولذلك هو يخاف ممن قد يخرب أو ينسف له مزاجه والذي هو المنتج لشعره ..
ومن هنا فهو يحتاج لمعرّف دائما إذا ما تجاوز عزلته وخرج للمجتمع.
وهذا المعرّف سيكون دائم التقديم للإعذار لجميع من يمرون بصديقه الشاعر وقد يكون مضطرا أحيانا أن يقول لأحد ما لا تؤاخذ صديقي فهو مجنون
أو بدلا من الأعذار قد يبادر بتمهيد أو تعريف لصديقه الشاعر بأنه شاعر وبهذا يكون قد أعطاه تصريحا لممارسة جنونه وشرعن له الجوازات الإجتماعية واللغوية والخطابية ..
فالشاعر ليس كمثل النجم السينمائي يسعى للنجومية ليرتفع سعر أدواره بالأفلام
لا كل ما يريده من الشهرة أن ينال شرعية لجنونه في الأماكن البعيدة عن عزلته ..
وبكل أسف حتى في منزله أحيانا يتصرف بعدم لباقة مع أي ضيف أو زائر
ولهذا السبب فهو أحوج الناس لسانشو

*** دون كريم لاأريد قبعـة أنا أفضل أن أكـون الدوقــة على أن أكون سانشو أو سانشيكا***
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]