ألأنك الفاصل بين كّل شيء تجتثني عن ذاتي بطريقة تهجيرٍ نفسي .. 
                              ألأنّك الحوادث المشتركة بين حاضري و ماضيك ترسم لي         
    كيانا جديدا تشيّد فوقه مدنك الماثلة للدمار 
  
 يوما عن يوم تفتتح ذاكرتي صفحاتك الجديدة القادمة من عمق النسيان 
  
 ثورة في حقّ قهري .. و عزلتي .. و انتمائي الكاذب 
  
 أتدري أيّها المنهار كعبثية فوق سجون الحياة 
  
 أنّ رحيلك تصفيق تستوعبه الحياة .. 
  
 كي أضيق عن نفسي بحجمك مسافتين بمقاسي و شيء لطفل صغير .. 
  
 عهدي أن أربك طفلا صغيرا فوق صفحة بيضاء ..
  
 كي أكفكف عنّي حروفك الموهومة بالاستحالة .. 
  
 سأقلع التمادي عن نفسي و ألبس الذكريات الآنية .. 
  
 ففيها من المقاسات ما يناسبني لذاك الموعد القريب ..
  
 أجالس ظلك و أحيك من وحي الحقيقة ثوبا فاخرا و للجالس تحت أضوائي ربطة عنق ..
  
 و ذكريات بمزاج أسود شهي .. 
  
 كسحر .. كهوس .. 
  
 تلك طاولتي أعاتبها كما أشاء عن ما مضى من عمر 
  
 اختزل من عمري .. الكثير منك و منّي كلّي و بعضي 
  
 لأنّني ضعف أنثى .. 
  
 لأنّي ضعف أنثى .. ذُهِلْتُ عن نفسي ..
  
 يوما قمت من الخراب آنيةً تحطّم الزّيف عنها .. 
  
 و بقيَ المزاج الأنثوي لطفلة صغيرة أكبر من كلّ شيء .. 
كإعصار .. 
.. و جسدا تلتوي عنه الأغصان الذابلة ..
  
 فوق جذعه المصنوع من فولاذ القصائد و ذاكرة ألم ..
  
 و رجلا كان هو العمر القادم ..
  
 و بعضه لأتمّم نفسي ...
***
أيّها الشّاعري القادر على الطواف كحلم بين الكلمات ..
لك الياسمين و النرجس ..