رد: ما بين كندا والانتماء
حين يختلط الأدب بالسياسة نشعر أننا أمام مركب ثالث هو مزيج من عنفوان السياسة وليونة الأدب فياتى النص - اى نص- مدهشا من استرسال الروح العفيه وسط حدائق المفردات النقية
والمكان بشكل عام هو المشكل الروحى فى صناعة الشخصية وربما يكون مكان المهد اكثر تاثيرا لانه الذى يعيش داخل القاع الانسانى والفعال الاول فى التشكيل الثابت وسيظل يلقى بظلاله على الشخصية مهما تنقلت وتباعدت بها المسافات واستقرت بها الامكنة لان المكان ليس مجرد وعاء جغرافى يحمل تضاريس معينة بل هو مكان انسانى يتفاعل مع الذات ويلعب دورا كبيرا فى تشكيل الرؤى وانماط التفكير وصناعة الاحلام ومشارب الشعور المختلفة وحتى جغرافيا المكان نفسها تلعب دورا هاما فى تشكيل الشخصية ومكوناتها ولنضرب لذلك مثلا
فى صعيد مصر المناخ لا يعرف منطقة وسطى فهو اما حار جاد واما بارد جدا ولذلك فهو مناخ متطرف هذا المناخ لعب دورا هاما فى تشكيل الشخصية الصعيدية فالصعيدى اما غاضب حد القتل واما عاطفى حد البكاء
وهذه هى عبقرية المكان سيدتى ولذلك فحبك لكندا حب الاحتواء المكانى الذى لعل دورا فى رسم ملامح الشخصية لفتاة تمتد جذورها الى اصل عربى عريق هذه العراقة جعلت فى شخصيتك استعداد فطرى لتقبل جماليلت المكان وعدم الانقصام ونعاطى معطياته الثقافية والاجتماعية بروح ثابته وهذا هو سر التماهى مع المكان المغاير لان الثبات فى الانتماء يجعلنا نقبل الامكنة على انها فروض كفاية مريحة ومتفاعلة
ادهشنى جدا هذا للنص حين يسكب ذاكرة الوعى المكانى والانتمائى على بياض الحرف فيخرج مغردا بالروح النقية
|