التاريخ : 29 تشرين الثاني 1947 , ذكرى تقسيم فلسطين
التاسع والعشرين من تشرين الثاني ذكرى تقسيم فلسطين الذكرى الأليمة التي نال الاحتلال الصهيوني من خلالها اعترافاً دولياً، عبر القرار 181 الجائر الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً من وراء هذه القرارات المجحفة، في إبقائه في أماكن التشرد واللجوء والشتات، وحتى اليوم ما زالت تبعات ومخاطر قرار التقسيم تواجه الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية برمتها ومن ضمن هذه المخاطر، المحاولات الحثيثة لشطب حق العودة.... ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية من خلال تكثيف الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري، الذي صادر المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية....
إننا نقف اليوم أمام المشهد الفلسطيني والعربي لنرى مدى التراجع الذي أصاب المنطقة فالنظام الرسمي العربي يهرول إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، والهجمة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية تستمر على المنطقة بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، وممارسة الضغوطات والتهديدات الأمريكية السافرة على سوريا, ومحاولات توجيه ضربات للمقاومة، إن هذه الأهداف الأمريكية الصهيونية يراد من خلالها تركيع المنطقة العربية والهيمنة عليها وتفتيتها إلى كيانات طائفية، ومحاولات شطب القضية الفلسطينية نهائياً.
إن إحياء ذكرى قرار تقسيم فلسطين والذي رفض بإجماع عربي، وشبه إجماع إسلامي في حينه، يحمل في طياته رفضاً لمنطق الاستسلام، ورفضاً لتداعياته، وتمسكاً بحق المقاومة، وخصوصاً أن سنوات طويلة من سيادة نهج الاستسلام أكدت أنه لا يشكل مدخلاً لمقولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه التي رفعها المستسلمون في وجه تيار المقاومة، وهي مقاومة لا تتوقف حدودها عند فلسطين وإنما تشمل جميع مساحات المواجهة مع قوى الاحتلال، لا مع قوى التحالف الأمريكي – الصهيوني.
لا يمكن أن يتعايش إلى جانبه مشروع صهيوني عنصري احتلالي، فهذه معادلة واضحة في الصراع العربي الصهيوني ومن شأن ما يقدم الآن من حلول مؤقتة ليس لها جذور أن تنهار مالم يتم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها، فستظل كافة الإجراءات منقوصة ومؤقتة، وسوف يرفضها الشعب الفلسطيني جملة وتفصيلا .
في ذكرى تقسيم فلسطين لا بد من توجيه التحية الى الشعب الفلسطيني الصامد في المناطق المحتلة عام 1948 وفي الضفة والقطاع والقدس، والتحية إلى جماهير أمتنا العربية المتمسكة في خيار المقاومة