رد: بصمات ورايات عربية / الصعود إلى القمة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكر شاعرتنا الفاضلة " دينا الطويل " على تسليمها الراية أما بعد :
لايصلح آخر أمتنا إلا بما صلح به أولها أجل نحن كثيرون جدا عددا ولكننا غثاء كغثاء السيل للأسف الشديد تداعى علينا الأكلة من كل حدب وصوب مصداقا لحديثه الشريف صلى الله عليه وسلم و نحن المسلمون نؤمن بأحاديث رسولنا الموثوقة الصحيحة المتواترة (( جاء الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء" كانت غربتنا الأولى غربة عزة غربة قادت الدين إلى العالمية فانتشرت دولة الإسلام في كل الإتجاهات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى وصلت أقاصي الأرض بجهود كل المسلمين ورثة الدين الحق حيث كانت الوسطية الإسلامية منهجا واسع التطبيق في راهن المسلم اليومي حاكما ومحكوما وبدأت تمظهرات الغثائية تنخر جسد الأمة شيئا فشيئا جيلا بعد جيل حتى ضعف هذا الجسد القوي ووهن رغم محطات الغربة في كل جيل من أجيال أمتنا المتعاقبة " جماعة الإيمان القابضة على الجمر " وهي مبثوثة في كل جيل تعكس خيرية الأمة بدأت التداعيات على الجسد المتفرق المشتت الذي نخر ولا يزال ينخر وإلى أي مدى ستصل غثائية الأمة ؟ ومتى سيظهر الجيل الأحبابي " أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولئك الذين آمنوا برسالته ولم يروه ؟ لا محالة أن الأمة لا تخلو من تمظهرات هذا الجيل الغربوي الوارث الذي بشرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم جيل العزة الذي سيرسي معالم الغربة الخاتمة الأخيرة التي يسود من خلالها الإسلام وينتصر ويعلو هذا لا محالة آت ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة ماذا أعددنا نحن المسلمين لإرساء هذا الجيل الأحبابي الوارث ؟ فلن نسود هكذا طفرة أو بمعجزة لأن المعجزات ولت وانتهت عند آخر نبوة ختم الله بها للآدميين ولكن هذا الإرساء ييتطلب من كل مسلم أن يبدأ في إرساء هذه القاعدة انطلاقامن نفسه وعلى مستوى أسرته ومحصلة التطبيق الأسري في المجتمع تؤدي إلى تعميم هذا المظهر الإستشرافي الوارث على مستوى المجتمع وبتعميم هذا التمظهر الوارث دائما على مستوى مجتمعات الأمة يعم هذا الأخير نسج الأمة جمعاء وعندها يتقلص المظهر الغثائي الذي وصم الأمة ولا يزال يصمها ويفتح المجال للإحبابي الوارث كمظهر للمسلم الوارث المستقبلي حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا وقولا وتطبيقا وتخلى الأمة من تمظهرات الإنسان الغثائي ولست أدعو من خلال هذه المداخلة إلى مجتمع ملائكي أو مجتمع خيالي وأمة خيالية أفلاطونية لا تتحقق في أرض الواقع وإنما أدعو إلى الأمة الأحبابية الوارثة التي تعتبر من صميم عقيدتنا رغم أنها بعيدة عنا ولكنها ستقوم في زمن مستشرف آت فهل ننتظر حدوثها أقول كلا .. ولكن لابد أن نبدأ في إرساء هذا الأنموذج الأحبابي الغربوي الوارث قاهر ملة الكفر في آخر المطاف وذلك بالرجوع إلى المنبعين الصافيين كتاب الله وسنة نبيه ويبدأ كل مسلم في تطبيق هذا الأنموذج على نفسه أولا ثم أسرته ثانيا ومن الفرد والأسرة يعمم شيئا فشيئا حتى يغلب هذا الأنموذج في واقع الأمة ومن ثم سيأتي النصر المؤزر المبين بحيث يفرغ الفرد ذاته ويملؤها يفرغها من أي شيء ويملؤهابأي شيء ؟ إنطلاقا من قول الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يتعلمون في مدرسة الوحي الربانية في الغربة الأولى الوارثة آنذاك فكان أهل الرضوان يقولون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يفرغنا ويملؤنا )) يفرغهم من رواسب الجاهلية الأولى ويملؤهم بعقيدة التوحيد الفاعلة الحيةعلى مدار ثلاثة وعشرين سنة حتى أكمل للمؤمنين دينهم فها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوار ربه ولكن منهجه الرباني باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فإذا بدأنا نحن الأحبابيون تطبيق هذا المنهج التربوي النبوي اللدني لا محالة أننا سنصل في آخر المطاف إلى إرساء واقع هذا المنهج على أرض الواقع وتحقيق الحلم الأحبابي الوارث مسلما أحبابيا يمشي على الأرض (( فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )) فرسولنا عليه الصلاة والسلام مضى ولكنه ترك فينا كتاب الله وسنته فكيف نضل بعدهما لأننا بصريح العبارة (( لم نتمسك بهما)) وتمسكنا بأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان اللهم قد بلغت فاشهد اللهم ...
تحياتي ... أسلم الراية للفاضل (( الشاعر حسن إبراهيم سمعون)) والله من وراء القصد
ملاحظة :
أستاذتنا الفاضلة ناهد شما هذه مساهمتي المتواضعة في هذا الملف في بداياته ولن أخذلك أبدا ونزولا عند رغبتك أعدت نسخها لئلا أكتب عند الله من الغافلين عن القضية ومن باب ذكر فعسى تنفع الذكرى...
|