الورقة الأخيرة...
...
عادت إليها في منتصف الغياب عنها ...
أطرقت الفكرا بعيدا عن طرفي الغياب ...لملمت أوراق الماضي ورقة ورقة ...متقلبة على رمل شاطئ التباعد والتداني ...تتذوق نشوة حزن لكل مد ...وتتجرع حسرة ألم
مع كل جزر .
سحبت أولى أوراقها .../ سيكون لنا مانشتهي /.
ومابين السين والزمن ..تشوهت ملامح الاشتهاءات حين نامت لوحتها تحت هطول مطر التمني على أرض التسويف لتنتج نباتات مريضة هزيلة الخصائص لاتسمن ولا تغني من جوع .
سحبت ورقة من وسط الأوراق .../ اليوم هو كل الأعياد ...كل عام وأنت حبيبتي /.
ضحكت في نفسها ضحكة صفراء ممزوجة بألم وسخرية ...لقد مر عيدها في العام الفائت ...وكانت له حبيبة أخرى .
لفتت نظرها ورقة بنفسجية ...أمسكت بها لعلها تجد مالم يمت بين السين والزمن ...
../سيكون لنا أطفال /.
ابتلعت غصتها ...حفر دمعها وجنتيها حتى شهقت كالأطفال ...
....لنا ؟؟!!
وجود الأطفال سين وحيدة لم يقتلها الزمن ...فهم نتاج تلك الاشتهاءات الماجنة حين تفارقها الروح .
لعله قال للأخرى ... (سيكون لنا أطفال )...لتكون له منطقا مقنعا أنه مازال يحبها حين يريد أن يكون مالكا حتى لجسدها .
ملت اللعبة ...سحبت آخر ورقة في تلك المجموعة التي تحمل تفاصيل عمر.../لكل بداية نهاية ..إلا حبنا ...لن ينتهي /.
جمعت الأوراق ورمتها تتطاير مع هواء الوهم بعيدا عن قلبها الذي بات يتعبه أي شئ ...نهضت منتشية بوجود جديد في نفسها ..يمسك بيدها إليها دون غياب .
دخلت غرفتها ..استلقت على سريرها بأنفاس تتردد فيها الحسرات ممزوجة ببعض من أمل تفرضه الحياة عليها لأنها لازالت على قيد الحياة .
أغمضت عينيها وهي تهمس لروحها المتشتتة بين خبايا آلام لاتريد تذكرها .
..../لعمري إن طريق الحياة لأقصر من دروب الأمنيات /.
كانت تلك ورقتها الأخيرة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|