عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 05 / 2008, 12 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

خديجة نهاية حزينة لإمرأة مغربية مخلصة

خديجة اسم يذكر المسلمين في مختلف بقاع الدنيا بخديجة بنت خويلد المرأة النبيلة ,الكريمة التي أخلص لها نبيناو أحبها و أدار تجارتها و كان أمينا عفيفا.
عامل رسولنا زوجته بالحسنى و مكارم الأخلاق و كانت من أوائل من آمنوا برسالته و ساندته و آزرته و حفظ لها الجميل و الذكرى.
كان شابا لم يسبق له الزواج و كانت هي أرملة و لم يزعجه ذلك و لم يمنعه عن الإرتباط بها في عصر كان ينعت بالجاهلية,يبيح الرجال لنفسهم فيه البذخ و الترف و يئدوون فيه الإناث.
تزوج الرسول الأرملة و نشر الرسالة و نادى الإسلام بالمبادئ, بحسن المعاشرة,بالطيبة,بالألفة,بالإنسانية,بغض البصر, بالقناعة, بالإيمان و ماأدراك بما يصل إليه الإنسان عندما يؤمن بما استدعى نزول الوحي.
قرون مضت و بنيت المساجد و دونت الآيات و الأحاديث و كتبت بالخط الكوفي و بطاهوما و أريال على شاشات الحواسيب و التلفزات. لكن مجتمعاتنا الإسلامية لم تعد تشع نورا مثلما كانت عليه في عهد ظهور الدين الجديد و ازدهاره و الأرامل لم يعد ينظر إليهن كنساء مثلهن مثل العازبات أو حتى العانسات.
في الكثير من مجتمعاتنا لا يتحدث أبدا عن زواج الأرملة و كأنها تحمل رائحة عزرائيل و كأنها هي التي قبضت روح زوجها , خاصة إذا كانت لم ترث أموالا طائلة .
فلا أحد بل سأقول حتى كهول المجتمع يأبون في غالب الأحيان الإرتباط بالأرملة, أما إن كان عندها أولاد فعيب و عار أن تفكر في أشياء مثل: رفيق الدرب و توأم الروح و مشاركة و حياة زوجية.
وويلها إن تهورت أو تصرفت بدون حذر و تأني فهي ستسيء لسمعة أبيها و أخيها و أبنائها و جيرانها و حيها...... و الكل سيتحدث و الكل سيتدخل و الكل سيحاكم و الكل سيبدي الرأي!!
خديجة مقالي هي إمرأة مغربية عمرها خمسة و خمسون سنة , إنسانة دأبت على الإخلاص و الوفاء لزوجها في حضوره و غيابه.
ففي بداية حياتهما الزوجية كان مقيما في الديار الفرنسية و كان لايعود إلا لفترات قصيرة ,لتستقبله هي بسرور و تهيء له سبل الرضى و الراحة.
لم تطالب يوما بعقود و مجوهرات و حلي و كانت على خلاف أخواتها الوحيدة التي لا تلبس قفاطين غالية الثمن و الوحيدة التي لا يلمع الذهب على جيدها أو يديها.
لم يرزقها الله إلا ابنين, أكبرهما نجح في دراسته و نال شهاداته الجامعية أما شقيقه الأصغر فغادرا لصفوف المدرسية الإبتدائية رغم كل محاولات أمه و تشجيعها له لأن تحصيل العلم لم يستهوه أبدا.
عاد الزوج و صار مالكا لقطعة أرضية غناء و بيت واسع ينشرح له الصدر و توالت الأيام وهو يرفض أن يمتهن إبنه الأصغر, الذي صار شابا, أي مهنة أو حرفة فقد كان يقنعه دوما بأن الأرض له و أنه المالك من بعده فأخوه الأكبر شق طريقه في فرنسا له و ظيفته المضمونة الراقية و لم يتبقى إلا هو.
توالت الأيام والأحداث و تدهورت حالة خديجة الصحية فأحيانا تؤلمها الأعين و أحيانا المفاصل و أحيانا لا تقوى على الوقوف.
لأن الله جعل إبنها الأكبر بارا و كريما فقد بذل كل مجهوداته لكي تم علاجها في المستشفيات الفرنسية.
غادرت خديجة أرض الوطن و كلها أمل و انتقلت من مصحة لأخرى و أشرف على حالتها أكبر الأطباء و البروفسورات و الجراحين ليجمعوا على إستعصاء الحالة و ندرتها فالمرض يمكن اختزاله في مرض التهاب الأعصاب و بما أن هذه الأخيرة تتحكم في كل انفعالاتنا و حركاتنا و جسمنا فخديجة تعاني كل مرة من آلام جديدة و أعراض متنوعة إلى جانب الصعوبة البالغة في المشي و التي صارت مستديمة عندها.
كل هذه المعاناة و المرأة صابرة و مبتسمة قدر الإمكان , قطعت إحدى رحلاتها العلاجية وقامت و زوجها بإقامة عرس إبنهما الأصغر و فرحت ظنا منها أنها ستترك زوجها هذه المرة مع أسرة و إبنة جديدة إلى حين عودتها.
لكنها فوجئت أسابيع بعد ذهابها بأخبار غير سارة, فزوجها لم ترقه تصرفات الإبن و زوجته و انتهى بطردهما من البيت و أعلن عن رغبته الصريحة الملحة في الزواج.
و كلفت خديجة نفسها عناء الرحلة و أتت راغبة في إهداء موافقتها للزوج ليتزوج من امرأة ثانية لكنها صدمت و هو يستقبلها سابا شاتما لها و لأهلها و لسوء تربيتها لابنها و يقول أنها ستوافق رغم أنفها على زواجه و إن أرادت العودة إلى البيت فذلك شأنها لكن بدون إبنها و زوجته.
بكت خديجة على عشرة خمسة و ثلاثين عاما, بكت على أحلامها و على الأيام التي سهرت فيها تنتظر الزوج الغائب و تعد الدراهم المتبقية إن كانت تكفي مصروف شهر لم يكتمل بعد.
بكت و هي تحكي عن سلامة نيتها و عن تضحياتها و عن آلامها الجسدية التي أهملتها سنين عدة حتى تفاقمت لأنها كانت مشغولة بإدارة الحياة الأسرية.
بكت خديجة و تورمت عيناها مثل أقدامها التي لم تعد تقوى على المشي.
و لم يتوقف حديث من لايرحمون المطلقات و الأرامل فمن ضمن ماقيل أن تصرف الزوج طبيعي لأنه إنفجر من كثرة الضغط فمن حقه الزواج لأنه ليس ملاكا!


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس