25 / 07 / 2012, 18 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي
|
منتهى العبث..
لم أزل أشعر به يهتز ويرتعش بداخلك كتيار متناوب أو حقل مغناطيسي، يمتزج في اهتزازه نوع من الغرابة والسحر. لا تزال تهمس عمقي إرهاصاته الموجعة. تعبث بنا تخيلاتنا وأوهامنا. لسنا ندري من أين ابتدأنا، ولا إلى أين سننتهي. والعبث كل العبث أن نحاول الاتحاد أو الانفصال. لم أره عين اليقين ولكنه كان كاليقين، يلامس روحي ويقظ مضجعي. رأيتني أمتد نحوه، ألتف حوله، أسكنه وأحتويه في آن واحد. أنا لم أكن لأفعل به أي شيء. ولكنني أجعله يفعل بك ما تشاء. أنت تتتبعني، تنصت إلي جيدا دون أن تسمعني، وتحاول أن تفهم الأمر كما يجب. ها أنت تقف مندهشا، وكأنك سحرت أو نومت مغناطيسيا. كان لا بد لي أن أدخل في كل تفاصيل حياتك، ربما من أجل حاجة في نفسك، أنت لم تقررها بعد.
هكذا تأتي الأمور ليس كما نشتهيها دوما، هو لم يزل في اهتزازه وارتعاشه، وأنا أمتد نحوه، أسكنه.. وكأنك سحرت، أو نومت مغناطيسيا. تتبعثر فيه أفكارك كتشتتي فيك. ويمتزج فينا الضياع. نأتيك وخلف ضلوعك ظلمة يغور عمقها الضياء. أنا سرك المكنون وأنت بوحه الدفين، ولم يكن هو إلا بوحك وسري. تعبث بنا تخيلاتنا وأوهامنا. إذا ما التقينا جمعتنا الظنون. يجيئك كالرؤى، ليصب عمقك، مثلما تصب الأنهار في يمها. وتسير إلي أنت سير الحثيث، وليس لي سوى الانتظار. أعصرك كالسحاب في يدي، تمتزج بك أطيافنا كلها فأتشكل من أطلاله وأوجاعك كالسراب. إذا ما أنت استرجعتك بعض من ذاكرتك تسمعه. وإذا ما أرسلك البصر تراني، تلتقي أبصارنا بلا عيون. نتسابق في جنون وكل منا يجري لمستقر له، تلتقي أفكارنا وأوجاعنا. تتقاطع فضاءاتنا ولم نكن إلا امتداد. والعبث كل العبث أن نحاول الاتحاد أو الانفصال. تشكلنا كل البدايات، أو ربما شكلناها نحن من تناقضاتنا. وتتيه فينا كل النهايات لنتشكل كبداية جديدة تنتظرها نهاية جديدة. وهكذا تتداولنا هواجسنا بين التيه والتشكل. وبين تباعدنا وتقاربنا تتشكل هواجسنا عمق أغوار رؤانا. تعبث بنا تخيلاتنا وأوهامنا. لسنا ندري من أين ابتدأنا، ولا إلى أين سننتهي. لم أزل أشعر به يهتز ويرتعش بداخلك كتيار متناوب أو حقل مغناطيسي، يمتزج في اهتزازه نوع من الغرابة والسحر. وأنا أمتد نحوه، أسكنه.. وكأنك سحرت، أو نومت مغناطيسيا. ليس بمقدورنا إلا أن نتتابع ونتسارع في جنون نحو رؤانا، وكل منا يجري لمستقر له. ولن نسبق أنفسنا، ولن تلحق بنا أطيافنا. والعبث كل العبث أن نحاول الاتحاد أو الانفصال.
في البدء لم يكن هو إلا أنا، أسكنه وأحتويه في آن واحد. لكنه لم يكن في الحقيقة إلا أنت، يبحث فيك عني، لعله يلتقيني عمق أغوارك، إذا ما أنت التقيتني في أعماقه. ينصهر فيك لتتشكل من ذوبانه كي تتحلل عمقي لتشكلني بقاياك المشتتة. ولم تكن أنت منذ البداية إلا أنا.. والعبث كل العبث أن نحاول الاتحاد أو الانفصال...
[مع خالص تحياتي / أمير..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|