مفتـــــــــاح العــــــــــــــــــــودة
قبل ايام قليلة و ضمن فعاليات الاحتفال بذكرى النكبة دشن السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية نصب مفتاح العودة و ضمن ما قاله بالمناسبة :
" هذا المفتاح، الذي هو أكبر مفتاح في العالم، هو رمز عودتنا وأحلامنا وسيبقى هذا المفتاح حيا حتى نعود إلى الوطن بإذن الله، ولن يعيقنا شيء عنه ولن نتخلى عن حلمنا "
هذه الصورة و هاته الكلمات و المبادرة هي صورة صغيرة و أنموذج من أسلوب ممارستنا للسياسة و النضال و نحن نغرق في اكبر المشاكل و الكوارث و المعضلات و التي ماتزيدها تضحياتنا و الدماء التي تنزف منا كل يوم الا كبرا و تضخما و لا تزيد جرحنا الا اتساعا ...
" هذا المفتاح هو اكبر مفتاح في العالم !! " و ماذا بعد ؟؟ هل يستطيع توضيح كبر المأساة !؟
هل هناك من خطة محكمة للتعريف برمزيته و ما المراد بهذا التمثال ؟
سيقال لنا نعم بالتاكيد فقد حصلنا على القرار 194 من اعلى هيئة شرعية دولية اقرت لنا بحق العودة ..
اجل هذا الذي صار لكن هناك فرق شاسع بين الذي يقال و الذي يحدث ، يبيعون لنا الكلام بعد ان يدفعوننا الثمن غاليا من دماء ابنائنا و بؤس اطفالنا ، و يبيعون الوطن للعدو الغاصب بدون مقابل بل و يمهدون له الطريق اليه باشلاء شهدائنا
أما آن لنا ان نستفيق من غفلتنا أو نفاقنا و خداعنا لانفسنا ؟؟
إن هاته الهيئة التي استصدرنا منها هذا القرار هي نفسها او الدول التي تهيمن عليها من أوجد إسرائيل و أسكنها في بيوتنا فكيف لنا أن نعتمد عليها في حل هاته المعضلة و انصافنا !!؟
" هو رمز عودتنا و أحلامنا ... " و ماذا بعد ؟؟
هل سيبقى حق العودة مجرد حلم ؟
حلم نتغنى به و نؤنس به وحدتنا و قنوطنا في بلاد المهجر ؟
الى متى سنبقى واقفين .. نائمين على اعتاب بيوتنا نحلم بالدخول و الاستقرار فيها دون ان نبذل أي جهد لاخراج من يحتلها بالقوة كما اخرجنا منها في الاول بالقوة و القهر..
" ... ولن نتخلى عن حلمنا .. " بالله عليكم تخلوا هن حلمكم هذا .. بل احلامكم جميعها و تعاملوا ولو للحظة مع الواقع !!
دوسوا الاحلام تحت أقدامكم و انحروها و أفيقوا من سباتكم ، فأحلامكم اليوم هي التي تكبل ايديكم و تسوق ابناءكم للمذابح و تجوع أطفالكم .. إنها الوهم الذي يسوق لكم و الافيون الذي يذهب بعقولكم
إن الواقع شيء آخر ... إنه الاستيطان الذي يلتهم ما تبقى من اراضيكم إنه الشرعية الدولية أو شريعة الغاب التي تحكم بينكم و بين عدوكم فتسمي مقاومتكم ارهابا و عدوانه عليكم دفاعا عن النفس !
إن الواقع المرير الذي يجب ان تتعاملوا معه هو وضعيتكم المزرية و تشرذمكم فلا افكار متناسقة بينكم و لا مقاومة موحدة كل فصيل في فلك يسبح و كل يغني على ليلاه ! مشرعين ابوابكم للرياح و العواصف السوداء تهز كيانكم متيحين الفرصة للانتهازيين منكم و المنافقين و المخادعين يسوقون نضالكم و تاريخ قضيتكم الذي كتب بالدماء الشريفة الزكية الى سوق النخاسة العالمية لبتغوا به ثمنا قليلا .. حفنة من الدولارات لتنمية مشاريعهم الشخصية أو كرسي رئاسة أو وزارة أو لقب يجلب لهم التصفيقات في المحافل المحلية و الدولية وهذا طبعا لا يخلوا من اعتماداته المالية !!
افيقوا من أحلامكم !
لعن الله الاحلام في هاته المواقع و ما يؤدي اليها من قول و عمل
قيل في الاثر " إذا أراد الله بأمة خيرا ، جعل يقظتها هلى ايدي أعدائها "...
هاهم أعداؤنا يخيزوننا منذ عشرات السنين بشتى انواع الوسائل التي لا تؤدي فقط الى الاستيقاظ والنهوض بل إلى الثورة و الانفجار !!
فلما نحن لم نستيقظ و لم نثر و لم ننفجر ؟؟
أترانا متنا و لم يبقى من اثرنا سوى اشباحنا تسعى في الارض ؟
او ربما نحن هم أعداء أنفسنا نثور ضدنا و نقتل بعضنا و نعادي انفسنا ...
إذا كان الحال هكذا فنومنا افضل من يقظتنا
على رأي المثل : " نوم الظالم عبادة !! "