رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
منذ أيام كنت أتحدث وأخي حول اللغات وتطرقنا لطبيعتها.
إذا عدنا الآن لنصوص أدبية هولندية لقرون قريبة مضت قد لايفهم منها القارئ الهولندي المعاصر أي شيء وذلك لتبدل اللغة وتطورها شكلا / املائيا/بنيويا وحتى على مستوى المصطلحات.
أما بالنسبة للغة العربية فهي لغة حتى وإن انضافت لقواميسها مصطلحات جديدة إلا أن طبيعة استخراج الكلمات من نفس الجذر وطبيعة تحويل الكلمات فيها يجعلها محافظة على طبعها وتسمح لقارئ اليوم أن يقرأ نصوص الأمس بليونة وسهولة أكبر دون أن يكون مختصا في دروب اللغة.
هذا يتيح لكل الأجيال أن تنهل بيسر من المخزون الأدبي وأن تبني عليه كما يجعل الموروث الأدبي في غنى مستمر دون إحالته للتهميش لأنه لازال صالحا للقراءة و الاطلاع عليه و التجديد.
إن التفنن والإتقان اللذان يرافقان ألق أية حضارة هو ماقد يغيب نوعا ما في زمن الاستهلاك والتقليد والتيه لكن النهل من تجارب الغير و الانفتاح وفي نفس الوقت مد جسور مع الموروث أو الأسلافي ينشئ ويخلق ذلك الجديد الممتع القابل لعبور الحدود والديمومة في نفس الوقت إذا كان المخزون اللغوي سليما وبعيدا عن الركاكة و الابتذال.
تحيتي لك أستاذ عادل وتقديري لما قدمت و تقدم.
|