مرايا البوح
مَدَدْتُ كَفِّيَ حَتَّى أَلْمَسَ السُّحُبَا
إِنِّي نَزَلْتُ بِأَرْضِ الْغَيْثِ مُغْتَرِبَا
تَرَكْتُ فِيهَا غِوَايَاتِي مُسَهَّدَةً
وَالْقَلْبَ بَيْنَ مَرَايَا الْبَوْحِ مُضْطَرِبَا
أَطْفَأْتُ غُلَّةَ أَعْوَامٍ تُحَاصِرُنِي
ثُمَّ انْسَكَبْتُ عَلَى أَيَّامِهَا لَهَبَا
يَا عَادِلُ الْيَوْمَ عَصْرٌ لَسْتُ أَعْرِفُهُ
مَا انْفَكَّ يَزْرَعُ فِي غَيْمَاتِنَا غَضَبَا
إِذَا اعْتَلَتْ صَهْوَةَ الإنْشَادِ قَافِيَتِي
وَجِئْتُ أُطْعِمُهُ نَارَ الْقَصِيدِ خَبَا
فَجِّرْ مِنَ الصَّخْرِ صَمْتَ الْكَوْنِ مُتَّقِدًا
وَابْعَثْ مِنَ الرَّمْلِ نَهْرَ الْحَرْفِ مُنْسَكِبَا
وَانْحِتْ تَمَاثِيلَ أَحْزَانِي لأَسْكُنَهَا
وَلاَ تَقُلْ مَالَهُ يَسْتَنْطِقُ النُّصُبَا
وَلاَ تَقُلْ مَالَهُ يَهْتَزُّ مُبْتَسِمًا
فِي عَالَمٍ لَمْ يَزَلْ كَاللَّيْلِ مُكْتَئِبَا
اِصْنَعْ سَفِينَةَ نُوحٍ مِنْ تَبَتُّلِنَا
فَلَمْ أَزَلْ فَوْقَ هَمْسِ الْمَوْجِ مُرْتَقِبَا
اِحْمِلْ بِهَا كُلَّ حَرْفٍ مُرْهَقٍ قَلِقٍ
لَمْ يَلْقَ جُودِيُّهَا فِي حُبِّهِ سَبَبَا
إِلْيَاذَةُ الْعِشْقِ تَغْزُونِي فَأَكْتُبُهَا
وَكَمْ أُحِسُّ بِأَنَّ الْقَلْبَ مَا كَتَبَا
أُحِسُّ شِعْرِيَ آهَاتٍ يُرَدِّدُهَا
مُعَذَّبٌ عَنْ جُنُونِ الْعَالَمِ اغْتَرَبَا
يَا سَيِّدِي ثِقَلُ التَّارِيخِ يَنْثُرُنِي
فَأَسْتَزِيدُ عَلَى تَلاّتِهِ حِقَبَا
اِبْدَأْ بِنَا لُغَةً مَازَالَ عَاشِقُهَا
يُغَازِلُ الأُفْقَ حَتَّى يُنْطِقَ السُّحُبَا
الشاعر إبراهيم بشوات
11أوت2012
العاشرة صباحا