أَيْقَنْتُنِي فِي كَفِّهِ حُلْمًا عَلَى 
تَيَّارِهِ مَازِلْتُ عِنْدَكَ أَحْلُمُ
 
وَأَفَقْتُ تَغْمُرُنِي سَعَادَةُ حِقْبَةٍ
بِئْرِيَّةٍ بِنَشِيدِهَا أَتَرَنَّمُ
 
يَا سَيِّدِي شُدِهَتْ حُرُوفُ بَرَاءَتِي
فَإِذَا أَرَدْتُ مَذَاقَهَا أَتَلَعْثَمُ
 
لَوِّنْ بِأَفْئِدَةِ السُّكُونِ مَرَاكِبِي
فَالصَّمْتُ فِي عَيْنَيَّ سِجْنٌ مُحْكَمُ
 
غَازَلْتُهَا يَوْمًا فَقَالَتْ إِنَّنِي
مَا كُنْتُ فِي أَحْضَانِ حَرْفِكَ أَنْدَمُ
 
مَرَّتْ وَقَافِيَةُ الْغَرَامِ تَقُودُهَا
مَسْكُونَةً بِالصَّمْتِ لَا تَتَكَلَّمُ
 
كَانَتْ إِذَا مَا الْفَجْرُ أَيْنَعَ هَمْسُهُ
نَزَلَتْ بِسَاحَاتِ الشُّعُورِ تُسَلِّمُ
 
وَتَنَزَّلَتْ مَحْبُوسَةً أَنْفَاسُهَا
عَنْ وَعْدِهَا الْمَكْتُوبِ لَا تَتَبَرَّمُ
 
فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ الْحُرُوفِ لِأَنَّهَا
نَطَقَتْ وَحُمْرَةُ ثَغْرِهَا تَتَبَسَّمُ
 
مَسِّحْ عَلَى قَلْبِي فَكَفُّكَ طَاهِرٌ
إِنِّي بِعَاشِقَةِ الْحُرُوفِ مُتَيَّمُ
 
وَأَرَاكَ تَعْرِفُ مَا يُعَانِي قَلْبُهَا
وَالْحُرُّ مِنْ حَرِّ الْهَوَى يَتَأَلَّمُ
 
وَتَقَدَّمَتْ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَائِهَا
فَإِذَا الْمَدَى بِحَيَائِهَا يَتَلَثَّمُ
 
مَدَّتْ أَنَامِلَهَا تُلَامِسُ حَيْرَتِي
قَالَتْ أَظُنُّكَ يَا صَغِيرُ سَتُهْزَمُ
 
وَمَدَدْتُ آهَاتِي عَلَى آهَاتِهَا
يَا سَيِّدِي أَتُرَى الْهَوَى لَا يُلْهِمُ
 
زَمَنُ الْقَصِيدَةِ فِي انْتِظَارِكَ مُرْهَقٌ
وَرَبِيعُ قَافِيَتِي مَدًى مُتَجَهِّمُ
 
غَازِلْ بِأَحْرُفِكَ الرَّشِيقَةِ خَاطِرِي
أَمْ هَلْ سِوَاكَ لِحَيْرَتِي يَتَفَهَّمُ
 
* * *
إِبْرَاهِيمْ بَشَوَات ، 18/08/2012