[read]
رغبت في فتح هذا الملف بعد الإقتباس ما كتبه الشاعر الغالي طلعت سقيرق عن القدس ..
القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 .. القدس جوهرة القلب والروح والشريان .. القدس التي حملناها منذ تنفسنا وحملتنا منذ كنا في بطن التاريخ القديم القديم .. لا خطوة نخطوها إلا ومعنا القدس ، لا نفس نتنفسه إلا وهي في الأنفاس ..تسكننا ونسكنها .. نشتهيها حبيبة أين منها كل الحبيبات ، نعشقها فتكون العشق المصفى .. ندخل أبوابها السبعة معا لنشم رائحة التاريخ كله .. نمشي طرقها ودروبها معا لنطلع على كل لحظة من لحظات التاريخ الساكن فينا منذ القديم ، القديم ..
يحضرني قول الشاعر عبد الرحيم محمود :" المسجد الأقصى أجئتَ تزوره / أم جئتَ من قبل الضياع تودعه ؟؟".. ويحضرني قولي في إحدى قصائدي :" المسجد الأقصى يباح فويحكم / يبكي دما من صمتكم لا منهمُ "... فتكبر في البال حكاية المسجد الأقصى وأراني أذهب كل مذهب مع استباحة هذا المسجد المقدس من هؤلاء الساقطين فلا تكون غير الدمعة في العين والبال ، ولا يكون غير السؤال إلى متى ؟؟.. إلى متى يا قدسنا تنتظرين ..وإلى متى يا أقصانا تستباح ولا من مجير ؟؟..
إنها القدس ، عاصمة الروح منذ أول التاريخ .. عاصمة القلب منذ البدايات ..وهل هناك مدينة تشكل ما تشكل القدس في العالم كله من نداء لكل دين ، وقداسة لكل مؤمن ؟؟.. كل دين سماوي وضع فيها مهوى القلوب ونداء الروح ..لذلك كانت محج الجميع دون استثناء وما عرفت في يوم من الأيام غير السلام لكل من يأتيها أو يحج إليها .. لكن أبت الصهيونية أن تترك لها أمانها فراحت تسقيها الخراب والتدمير والتزوير حتى تتحول إلى ما يريد الصهاينة أن تكون .. لكن هيهات هيهات ..فالقدس هي القدس ولا شيء يغيرها أو يبدلها مهما جرى لأنها أكبر من أي تغيير وتبديل ..
سأبدأ بإذن الله بوضع أول قصيدة للشاعر محمود درويش وأتمنى من الله أن يكون لكلٍ منكم بصمته في هذا الملف
في القدس، أعني داخل السور القديم،
أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى
تصوبني. فإن الأنبياء هناك يقتسمون
تاريخ القدس... يصعدون إلى السماء
ويرجعون أقل إحباطاً وحزناً، فالمحبة
والسلام مقدسان وقادمان إلى المدينة.
كنت أمشي فوق منحدر وأهجس كيف
يختلف الرواة على كلام الضوء في حجر؟
أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب؟
أسير في نومي. أحملق في منامي. لا
أرى أحداً ورائي . لا أرى أحداً أمامي.
كل هذا الضوء لي. أمشي. أخف. أطير
ثم أصير غيري في التجلي. تنبت
الكلمات كالأعشاب من فم أشعيا
النبوي: "إن لم تؤمنوا لن تأمًنوا".
أمشي كأني واحد غيري. وجرحي وردة
بيضاء إنجيلية. ويداي مثل حمامتين
على الصليب تحلقان وتحملان الأرض.
لا أمشي، أطير، أصير غيري في
التجلي. لا مكان ولا زمان . فمن أنا؟
أنا لا أنا في حضرة المعراج. لكني
أفكر: وحده النبي محمد
يتكلم العربية الفصحى. "وماذا بعد؟"
وماذا بعد؟ صاحت فجأة جندية:
هو أنت ثانية؟ ألم أقتلك؟
قلت: قتلتني... ونسيت، مثلك، أن أموت
[/read]