رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
الأستاذة سلوى: مساء الخير..
[align=justify]
الخيال لا يسمح لنا بانفاق كل قدراتنا و امكاناتنا المادية داخل سياقنا الواقعي، الإستمرار في تمجيد الخيال و منحه الأولوية و الإمتياز يحول الفعل العقلاني التطبيقي العربي إلى استمتاع متواصل بالكلام الشاعري المتنافر مع المطلوب واقعيا.
إذا تأملنا أغلب الكتابات التي تطرقت إلى ذكرى النكبة الفلسطينية فأول ملاحظة سنسجلها هي أنها أشعار و خواطر و سيول وجدانية مؤقتة التأثير، تنطلق من أحداث تحوم حولها صراعات و تساؤلات نوعية. تهاطلت الإبداعات الحماسية على أفعال ألحقت أضرار جسيمة بالعرب و كشفت عمق الولاءات الخارجية للفرقاء السياسيين في بلدان كان من المرتقب أن يتحكم تنوع أطيافها العقائدية في ريادتها للديمقراطية التوافقية. هذا موضوع آخر، للخيال، أو الحديقة الخلفية للعقل مثلما أسميته سيدتي العزيزة، جناية خطيرة على القناعة التاريخية للإنسان العربي. أعتقد أن الهدف الجوهري للعقل هو بناء قناعة تاريخية صحيحة باستطاعتها أن تخلق سلوكا تقدميا و تطوريا، أهم ما فيه، أنه سلوك، تطبيق، ممارسة...حياة. هذا ما يجب أن نحققه قبل أن نسافر عبر غياهب الخيال و متاهاته.
[/align]
لا يفوتني أن أشكر لك اقتراحك الرائع و سأعمل من أجل تحقيقه.
|