| 
				
				رد: قد نصنع السعادة
			 
 الآنسة الودودة نصيرة تختوخ :اسمحي لي أن نتذاكر برفقتك أشياء تعرفينها ، وأحب أن نستعرضها معا ، من باب المذاكرة !
 الكتابة ، بدؤها عين ثاقبة تجاه الأشياء من حولنا : حركة ناس ، وعادات ، وأفكار، وطبائع .. وحتى حيوان ، وأرض ، وفضاء سماوات ، بل كل جهد إنساني !  وعندما نبدأ بمشروع الكتابة ، بعد اختيار الشكل الذي سنطرح موضوعنا من خلاله ، نُفاجأ مع تقدّم الوقت ،أن لا جديد في الذي طرحناه ، ولافائدة مبتغاة منه ! فنهمل كل ما كتبناه بعمد وإصرار، بل قد نمزّق في لحظة غضب ، كل إشراقات النفس الأولى الحالمة ! متناسين أن البدايات هي قمة صدق المشاعر وأوجها وألقها ، وأن طبائع البشر هي هي ، منذ آدم إلى يومنا ، كما نتناسى أن الفارس الشاعر عنترة بن شداد تشكّى قبلنا من عقم المعاني ،وتكراره لأساليب من سبقه من الشعراء ،وأتى رغم ذلك ، (بمعلقته ) الرائعة !
 وأنتِ قلتِ : إنكِ تتأملين ! وهذا حقك ! لأن كل ذلك إنما هو مادة ثرّة تُختزن في أعصابك بانتظار لحظة بدء التدفق ! وقلتِ : إن كتابات الماضي أوراق مبعثرة،لا قيمة لها ! وأقول لك بصدق : بل هي شديدة الأهمية لأنك أنت كتبتها بعين عقلك البصيرة ،ولأنها وجد وتوق وحلم متمرد وأمل وليد ! بل هي لحظة صدق البداية : تجربة أولى صادقة !
 فاخرجي ، إذا سمحتِ ، ورودك الأولى ، لنشاركك لحظة البدء !
 وكل الخير العميم لك ، ومستمر طيب صحبة اللقاء .
 
 |