حقيقة أنا شخصيا لم أشاهد هذه المهزلة التاريخية التي ارتضاها المسلمون على انفسهم و لن أفكّر يوما في مشاهدتها لأنّها أبدا لن ترقى لأن تكون إلّا مجرّد " حقارة غربية " تسوّق اكثر لفكر عقيم لا يجيد غير التهكّم في أوقات الجد أو الجد في أشد حالات التنكيت و الضحك ..
نحن ننتمي بموجب تاريخنا العريق الذي لم تبلغه أمم قبلنا و لن تبلغه امم بعدنا و لو واصلت الاختراعات تصديها للمستحيل ..
الإسلام .. كلمة تتحدث عن نفسها لسنا اليوم بصدد عرض ماهية الإسلام، حتى الحشرات أو أصغر خلق الله يعرف الإسلام
و لا شك انّ ما يفعله الغرب مجرّد تخطيط دنيء و جبان أو مجرّد حبر لا تستوعبه أصلا الصفحات البيضاء لأننا كمسلمين أبيض ما في الوجود و انقى ما في الوجود .. و ما هذا التطاول الغربي إلّا خشية خفية و خوف شديد له جذوره التي ضربت بعمق في مخيلة و تفكير الغرب حتى أصبحوا يفتعلون أي شيء فقط للتنكيل بأفكار لا مناص منها ..
كل يوم يشهد إن صحجّ القول فتوحات إسلامية جديدة منطلقها مبادئ الإسلام و حدودها الغرب انفسهم ..
كلّ يوم يدخل الكثيرون في الإسلام عن اقتناع و خوف من الله .. لا شيء يدعوهم غير النصر الإسلامي الذي وعدنا به الله لا شيء يزيّن الإسلام في قلوبهم إلّا قدرة الله على رفع الإسلام عاليا .. و لا قدرة تضاهي قدرة الخالق عزّ وجل ..
ناتي للحديث عن " الإساءة " الحمقاء التي تنم عن فكر محطّم و عن هاجس أقرب للجنون من الصواب ..
تلك الإساءة التي اعتقدها الغرب أنّها تمسّ أسس ديننا الحنيف .. تمسّ إسلامنا هي لا تغّير من الامر شيئا
غير أننا لا يجب ان نمرّرها أو نصمت عنها .. لا لخوفنا أو لضعفنا لكن دفاعا عن شرفنا و عن عزة هي لنا يفتقدها غيرنا ..
نعود للحديث عن العرب مجددا كنقطة البداية و النهاية أيضا ..
العرب " الشتات " العرب الدمار هي أصل المشكلة فلو جمعتنا حقا كلمة الإسلام لما استهدفنا فاقدوا العقل و لا استطاع فاقدو الانتماء الشرعي توجيه صفعة من كفهم اليتيمة نحو ملامح التاريخ ..
كلّ موضوع و كلّ فكرة و كلّ حادثة تقودنا للحديث عن الضياع الذي نعيشه اليوم ..
عن الانكسارات المتتالية، عن الحمى الفتاكة التي أصابت أقطارنا ..
كلّ تلميحة تفرض الحضور العربي الواقعي على الساحة العالمية .. أين هم العرب واقعيا ..
أين الدساتير العربية التي تدوّي في اول موادها بصوت الإسلام ..
و كيف يغفل من يمجّد دستوره عن صياغة فكره الإسلامي في بنود المواثيق الدولية ..
أم تكون المصادقة فقط على الدخل الذي يجعلنا دوما فقراء .. إلّا من صفعات الغرب و لؤمه ..
أين لغة القرآن ..
أين أسمى الكتب السماوية الذي لا يقبل تشويه و لا تعديل و لا مناقشة و لا تحريف ..
ألم يحفظه الله لقرون عديدة .. فكيف لنا اليوم ان نكفّ أيدينا عنه و نصمت و نحن نعلم تمام العلم أنّ ديننا جاء مصداقا له ..
أننا كنا مسلمين مراعاة لأحكامه .. ألم يأتي صالحا لكلّ زمان و مكان ..
أليس فيه الوعد الحق .. أليس فيه الوعيد و التهديد ..
حقيقة ذلك الصمت الذي اقترن ذات يوم بتلك الصور المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم كان سيؤدي حتما لإساءة أكبرو أعظم و قد نتوقع الاخطر و الاخطر ..
ما دام الصراخ لغتنا الوحيدة .. ما دام التصعيد الصوتي هي السلاح الوحيد الذي نجيده ..
ما دام العرب فيث حالة ركود تامة .. لللأسف الشديد
***
سيدة النور الكريمة الأستاذة هدى الخطيب ..
قد لا يكفّ اللسان عن الحديث و قد لا يتوقف القلم عن البوح و الإدلاء بما عجز الواقع عن تسليطه ..
لكنّي هنا أيضا أنتظر مثلك ما يمكن التوصل إليه و نحن أمام اعنف المعارك النفسية للتاكد من اننا مسلمون حقا ..
***
موضوع مهم ..
أشكر حضرتك على التميّز الدائم و على إثارة موطن الحدث ..
كلّ المودة ..