رد: ندوة وحوار مفتوح- الفعل وردات الفعل – الفيلم المسيء للرسول(ص)
ولأن عقلي لا تسكنه عقدة من يقول للآخر بأنه مسكون بعقدة " المؤامرة "
أقول بلا تردد ( ولست متفردا ) بأن الفيلم المسيء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
هو فيلم أمريكي صهيوني وبامتياز ، بغض النظر عمن اخرجه وموله ومثله فهو
أولا وأخيرا حلقة من حلقات أعمال الأجهزة المخابراتية الأمريكانية - الصهيونية
لتكتمل سلسلة " الانقلاب العربي " على التاريخ والجغرافيا ولتكتمل الرؤية
الأمريكية الصهيونية التي أطلقوها في العام 2006 والقائلة " بالفوضى الخلآقة " !
لا شيء صدفة في هذا الكون ، فأمريكا لم تُغيّر موقفها الاستراتيجي منذ 60 عاما مضى ..
وقد لا نضيف شيئا هنا إنما نكرر فالتكرار – عذرا – يعلم الحمار كما يقال ولكن
لا يُعلّم الكثير من البشر ، هو : أمن إسرائيل والنفط .
هذه هي السياسة العامة لمنظومة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة
لمنطقتنا في هذا العالم . ولاحظوا جيدا : كلما اقترب المواطن العربي إلى قضاياه
خصوصا القومية منها ، يصيب الهلع تل ابيب و واشنطن معا، وتتحركان أيضا
معا وفي كل المراحل ، وفي جعبتهما الكثير من المخططات الجاهزة – مبنية على
تاريخ طويل من الأبحاث والدراسات عن كيف نتنفس ، وعلى أي جنب ننام ، وما
هو الشيء الذي يبكينا ، يفرحنا ، يطيّر عقولنا ؛ وما هو الشيء الذي يجعلنا مجانين
نستولد بعض قليل أو كثير من القتلّة " والإرهابيين !
الله تعالى هو الذي أنقذ مصر من فتنة هذا الفيلم المصنوع أصلا على مقاسها تماما ..!
فبالرغم من تعهد "الإخوان " قبل انتخاب مرسي وبعده بعدم المسّاس بأمن " إسرائيل "
، وبالرغم من قيامهم بعدد من الخطوات منها : تدمير معظم الأنفاق بين مصر وغزة
، القضاء على " الإرهابيين " في سيناء بموافقة إسرائيلية وبشكل رسمي عبر
تعاون الجيشين كما كان يحدث في زمن مبارك ! ثم هناك الموقف السياسي الحّاد
تجاه الحكم السوري .. كل ذلك .. ومع ذلك ، هذا المسار لم يطمئن لا أمريكا
ولا إسرائيل .. فالرئيس المصري مرسي قام بعدد من الخطوات فيما لو نجحت
سوف تتغيّر معادلات سياسية كثيرة على مستوى الإقليم منها :
أ- فالتقارب المصري الإيراني ، والذي يعتبر قفزة مفزعة لأمريكا وحلفاءها في المنطقة !
ب - اقتراح الرئيس مرسي بتشكيل لجنة رباعية لحل الأزمة السورية مؤلفة
من إضافة إلى مصر تركيا وإيران والمملكة السعودية وها هي اليوم تعقد أولى اجتماعاتها !
ج – تصريح الرئيس المصري وتركيزه على إعادة "الزعامة " العربية لمصر ،
وهذا يعني أن مصر التي غابت عن ساحة الفعل السياسي منذ أن حُدد دورها بعد
" كامب ديفييد " تسعى إلى تغيير ذلك الدور ! باختصار شديد : إن ذلك عند
الأمريكي –صهيوني ممنوع عليها تماما !
فلو حصل ( كأنك يا ابو زيد ما غزيت ) ويعني ، أن ثورة حقيقة حدثت في مصر
وليس " انقلابا " قد جاء " بالإخوان " إلى السلطة بمباركة أمريكية لم تتوقع
من الإخوان الخروج عن السياق المرسوم للدور المصري المحدود !
فالفيلم المسيء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو فيلم أمريكي- صهيوني
وقد صنعوه بأيدي بعض الشخصيات " القبطية " المقيمة في أمريكا .. ومولته ( كما قيل )
عشر منظمات قبطية مصرية هناك .. والإعلان عن الفيلم وسرعة تسريب بعض
المقاطع المبتذلة منه وعلى نطاق واسع كان هدفه أن يخرج آلاف المتطرفين من
الإسلاميين إلى الشوارع ويقومون بقتل 5 أو 6 مائة مواطن مصري قبطي كردة
فعل كانت ستأتي في سياق بعض ما ارتكب من اشتباكات طائفية في مصر حصدت
المئات من القتلى في السنة الماضية !
لكن مشيئة الله قضت باختناق السفير الأمريكي في ليبيا بعد حرق السفارة ..
ثم خروج بعض رجال الدين في مصر مع بعض المثقفين الأقباط وحثهم
" أبناءهم " المصريين بمشاركة إخوانهم المسلمين في التظاهر أمام السفارة
الأميركة دفاعا عن نبي المسلمين : " إلا نبي الإسلام " ! فانقلبت الصورة تماما ..
وبدل الحديث عن " مسلم مسيحي " صار الحديث عن " الإسلام وأمريكا "
فشكرا لصانعي الفيلم الذين كانوا سببا في انقلاب الصورة تماما على مستوى
العالمين العربي والإسلامي .. فالخطاب الطائفي السائد فجأة قد تبدلّ وانصب
الغضب على سياسة امريكا والغرب اللذان يكيلان بمكيالين !
فهل تبقى البوصلة كما هي الآن أم سيجري العمل على تغييرها لنستدير
نحو انفسنا ونوسع دائرة الصراع لمزيد من الفوضى / والدمار تحقيقا للرؤية
الأمريكية الصهيونية التي تهدف إلى عدم قيامة العرب حتى ولو أعلن بعض
حكامنا بشكل سافر يوميا الف اعتذار .
|