[محمد جادالله محمد]

هدية مقبولة

وقف مدير المدرسة مشدوها امام قرار السيد الوزير
بنقل التلميذة نهى بالصف الخامس الابندائى من المدرسة التى يديرها
الى مدرسة اخرى رغم مرور اكثر من نصف العام الدراسى
بالمخالفة للوائح وتعليمات السيد الوزير نفسه ..
ومتحرجا فى نفس الوقت من الاب الذى يقف امامه
لانه سبق ورفض طلبه هذا بل ورفض حتى مقابلته..
وساله حضرتك تعرف..السيد الوزير..
...لا انا باعرف السيد..رئيس الوزراء..
...تعرفه..يعنى.... تقصد من بلده .........
لا .. تربطنا قرابة دم وعصب ..
طالما الامر كذلك لازم نعمل حفلة للانسة نهى بمناسبة نقلها
لا داعى ..الامر لايستحق.لوسمحت فقط استلم ملفها وموافقة المدرسة بالنقل
وانا شاكر لكم جدا...جدا
ازاى مش ممكن ..لازم نعمل لها حفلة ولو على الضيق.
.بحضور اولياء الامور و السادة المدرسين...
والتلاميذ لانها تعتبر قدوة ومثال فى الادب والتربية وفى التفوق
ان كنت مصر فلتكن الحفلة بسيطة وبحضور مدرس الفصل فقط
..لانه للامانة له هدية عندى... ياباشا لا هديه ولا حاجة..
عملنا رساله وواجب ولا تكلف نفسك باى شئ..
انا منبه عليه وعلى جميع المدرسين ان يؤدوا عملهم بكل امانة
يا سلام ..دا شرف كبير للمدرس وللناظر ولى وللمدرسة كلها اننا نكرم قريبة السيد رئيس الوزراء
..التلميذة نهى ...ايه لو سمحت
.نهى سالم..
...نهى سالم..باشا..
كان قد ارسل لاحضار ملف التلميذة واستدعاء مدرس الفصل..
ختم طلب النقل بالموافقة وسلمه ملف ابنته...
وعرفه على مدرس الفصل حال دخوله ..
وبمجرد وقوف المدرس امامه وقبل ان يمد يده ليسلم عليه...
صفعه الاب بقوة وبغل صفعة اطاحت به ارضا..
وانصرف تجاه الباب وهو يقول له هذه هديتك منى...
والناظر.. مبهوتا...يردد ..هدية .مقبولة ياباشا..هدية مقبولة ياباشا
كلماتى وبقلمى
محمد جادالله محمد الفحل