رد: عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
الأستاذة نصيرة تحتوخ
لا شك ان الموضوع يبعث على القلق، وانا ايضا أعرف مدارس تخصص للمطالعة جزءا من علامة اللغة العربية مثلا. ولي حفيدة بمستوى ذكاء خارق ، رفعت من الأول للثالث ومن السابع للثامن، حفظت الفرنسية بعد سنة دراسية واحدة وقرأت هاري بوتر مترجما للفرنسية بأجزائه السبعة، ودرست الانكليزية في السادس ، واليوم تقرأ أدب انكليزي أيضا وبطلاقة، وتشعر بملل في الصف لأن مواضيع الفيزياء والرياضيات باتت تعرف كل المادة من مراجعة واحدة في البيت.
هذه ظاهر ليست عادية ومن المستحيل جعلها قاعدة .
الحديث هنا عن شباب وطلاب عاديين ... البيت الذي يفتقر للكتاب، يفتقر للتفكير ويخضع للتلقين. البيت الذي لا يقرأ الأب صحيفة او كتاب، سينشئ جيلا بلا وعي ثقافي او اجتماعي او سياسي. هذه حالة انا اعيشها بسبب نشاطي كمحاضر مع منظمات شبابية والمامي بما يعلم من برامج غير منهجية في مدارسنا.
يرعبني جهل الشباب والطلاب الخريجين من الثانويات حتى بنكبة شعبهم .
ما حدث عام 1948 بالنسبة لهم ، مجرد نكبة. ما هي التفاصيل..؟؟ لا يعرفون شيئا وهم ابناء لشعب نكب وظل قسمه الآخر في وطنه خاضعا لسياسة عزل قومي وتمييز عنصري ومصادرة الأرض ، والحرب واحتلال ما تبقى من وطنه القومي..
اصدرت عشرة كتب، وزعتها كلها مجانا ياسا من التسويق. لا استطع ان اكون شحادا او تاجرا يبيع كتبه بالتخجيل. توقفت عن اصدار اعمالي رغم تراكم ما يزيد عن -10 - 15 كتابا في مكتبتي.
هذه حالنا كلنا. حتى ما يسمى دورا للنشر عندنا تريد حلب الكاتب وعصره قبل ان يرى كتابه النور. وهذا واجهته مرتين ولست مستعدا لمرة أخرى.
النقد حدث ولا حرج.. فوضى ضاربة طولا وعرضا. نقاد لا يفهمون المقروء . مجرد علاقات عامة هدفها رفع اسهم الناقد( اللامع والفارغ) في اعين شباب لا شعر عندهم ولا نثر. ويصدرون كتبا لا تستحق اكثر من سلة مهملات. في فترة ما حملت السلم بالعرض، لدرجة ان التحريض ضدي وصل مستويات لا يتخيلها العقل. بعض المواقع استجابت للتحرض واوقفت تعاملها معي رغم انه تعامل مجاني ، كذلك صحفنا المحلية، اسمي يبعث على الرعب.واللتحرض لم يتوقف واظن انه وصلكم بعضه.. وبعضه بسبب نقدي السياسي للأحزاب العربية.. وانتهازية قادتها.. حيث صار المنصب مكسبا ماليا وليس مهمة نضالية ..
توقفت عن النقد المباشر الى النقد بلا تحديد اسماء.بل وذهبت لكتابة مراجعات ثقافية( نقدية) لبعض الأعمال الجادة رغم انها لم تبلغ مستوى ابداعي .. انما ارى نواة تبشر بالخير.. والهدف كسب بعض الأدباء الى جانبي، وقد ساعدت هذه السياسة في كسر المقاطعة نسبيا.
رغم ما يمكن ان يقال عن نزار قباني، ولكل وجهة نظر مشروعة، الا انه جعل الشعر خبزا للبسطاء... هذه ظاهرة يجب ان تدرس.
للأسف لا اعرف المداخلات النقدية لطلعت سقيرق، الذي عرفته لأول مرة من مقدمته لكتاب "الانتفاضة في ادب الوطن المحتل"لمحمد توفيق الصواف. ثم التقيت باسمه في منتدى نور الأدب... لأتعرف عليه شاعرا ، في زمن صعب للشعر، اختصروه على اسم او اسمين وعلى راسهم محمود درويش. لدرجة بات القارئ بظن ان الشعر هو محمود درويش وليس محمود درويش شاعر آخر رائع من شعراء العربية .
هذا الوضع نتيجة تحجر ثقافي وغياب تدريجي للمجتمع الثقافي.
في الندوات لا القى الا الذين عبروا جيل الأربعين.
شكرا على مداخلتك القيمة، واجوا ان ترشدوني للمقالات النقدية للمرحوم الأديب طلعت سقيرق.
|