مساء الخير عزيزتي أستاذة عروبة : وأرجو أن تكوني قد هدأتِ بعض الشيء
عن يوم أمس وأن تكوني قد أطمأنيتِ على أهلك وجيرانك وأحبابك في حلب .
موضوع " عسكرة الأطفال " كتبت قبل قليل عن هذا الموضوع في مساحة
فنجان القهوة حيث أنكِ طرحتِ الموضوع هناك أيضاً . وسأنقله إلى هنا :
عزيزتي عروبة : بالنسبة إلى الموضوع الذي طرحتيه عن (عسكرة الأطفال ) , فللأسف إن
الثقافة العسكرية هي الثقافة الطاغية في كل مجتمعنا , وثقافة الطفل هي جزء من ثقافة المجتمع
نفسه .
فالأطفال يعيشون بيننا ويتابعون معنا نشرات الأخبار , ويرون مناظر آلات الحرب والدمار والقتل
ومنظر الدماء على مساحات الوطن العربي بدءاً من فلسطين وإلى اليوم في سوريا .......
لذا نرى الأطفال يقبلون على شراء لعب المسدسات والبنادق البلاستيكية وحشوات البارود التي
تحدث أصوات قوية ومنها التي تطلق الكرات المعدنية والتي تقتل أو تسبب الأذى .
وللأسف فإننا نجد بأن الآباء والأمهات حريصون على إدخال الفرحة في نفوس أطفالهم فيسمحون
لهم بشراء مايحبون من هذه الألعاب وخاصة في الأعيا د .
أما الحلول : فيجب أن نواجه ثقافة العنف هذه بثقافة مغايرة ومعاكسة تبدأ من الأسرة إلى المدرسة
فالمجتمع , إضافة إلى دور وسائل الإعلام المختلفة . وأن نعيد لأذهان أطفالنا القصص التي تعلمهم
الأخلاق والآداب وتعاليم ديننا الحنيف , وأن نعيد لأيدي الأطفال الألعاب التي تنمي ذكاء الأطفال وتفكيرهم
وكيفية مواجهة المشكلات التي تعترضهم وتعلمهم على ضبط النفس .
تخيلي عزيزتي عروبة حتى في المدارس الأطفال الصغار في الروضة في سن أربع او خمس سنوات
أصبحوا يتحدثون عن الآر بي جي أو الكلاشنكوف أو المسدسات , والدبابات والطائرات ,
والأنكى أنهم بدأوا يتحدثون : أنا (مع ) وأنا (ضد ) للأسف . ودورنا نحن في الروضة أن نصحح
ما يفسده الأهل في البيت , مشكلة كبيرة , حسبي الله ونعم الوكيل .
أرجو أن لا أكون قد أطلتُ عليكِ , ليلة سعيدة .