عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 05 / 2008, 54 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

العثمانيون هل هم سبب التخلف والنكبة عند العرب؟

تتهم مجموعة من المفكرين و الأدباء والمثقفين العرب الدولة العثمانية بكونها سببا وراء تخلف الأمة العربية خاصة على الصعيدين السياسي والفكري.
فيرى هؤلاء أن الحكم العثماني الذي كان مركزه تركيا دفع بعجلة التطويرالسياسي و العلوم والفنون و الفكر المتصل بأمور الناس الدنيوية والحيوية فقط في تركيا و قلص مجال نشاط العلماء في البلاد العربية ،سواء ا أسميناها محتلة أو تابعة دون اعتراض للسلطة العثمانية ، ليرتكز فقط على علوم الشريعة و الدين لا غير .
يقول الدكتور محيي الدين صبحي في كتابه " الأمة المشلولة":
مادمنا بصدد تشخيص حالة الوعي المبتور التي عاشها العرب في القرن العشرين فأوصلتهم إلى ماهم عليه الآن من انعدام القرار وفقدان للاتجاه، لعل من الأفضل أن نعود فندرس دور النخب في عصري المماليك و العثمانيين.
هذه النخب ـ كما يخبرنا التاريخ ـ ليس فيها حاكم ولا والي ولا قائد عسكري ولا صدر أعظم: أي ليس في موقع القرار السياسي أو العسكري عربي واحد على مدى ألف عام!
إن القيادة خبرة متوارثة بالتراكم و الممارسة التاريخية.
وهي مستمدة أساسا من الوعي الإستراتيجي عند الشعب بأن له حرمات لا تمس ومصالح لا يمكن التنازل عنها."

وفي شأن العلوم وتباين الأدوار ومن ضمن ما يستند له نفس الكاتب مقتطف للجبرتي من كتاب عجائب الآثارإذ يوجد فيه وصف لحال الفقهاء ومستواهم في القرن الثامن عشرويرد فيه مايلي:" إن أهل الأزهر لا يشتغلون بشيء من العلوم الرياضية إلا بقدر الحاجة الموصلة إلى علم الفرائض والمواريث ، لأن الأزهر فقراء وأخلاط مجتمعة من القرى والآفاق فتندر فيهم القابلية لذلك."
ومقابل هذا يمضي الكاتب في الإستدلال بما عرفته تركيا في القرن نفسه من سعي لاستيعاب العلوم الحديثة وتفتح على تنظيم أوربا السياسي ومن ضمن مايستشهد به رسائل السفراء الأتراك من العواصم الأوربية وتسجيلهم لمشاهداتهم.
وبعيدا عن هذا الكاتب وحتى عن التخلف العربي المذكور وقبل ابداء أي وجهة نظر مخالفة تجدر الإشارةإلى أن اصابع اتهام عربية أشارت الى العثمانيين أيضا في قضية النكبة الفلسطينية وحملتهم مسؤولية تفقيرالفلسطينيين بإثقال كاهلهم بالجبايات مما جعلهم يبيعون أراضيهم ومما شجع اليهود على الإستيطان.
لكن إن عدنا إلى نفس التاريخ الذي يستدل به الكتاب و المثقفون في نظرياتهم فسنجد أن الإمبراطورية العثمانية لم تحتل كل بلاد العرب فالمغرب مثلا لم يخضع أبدا للسلطة العثمانية وكذلك بلدان أخرى من وسط شبه الجزيرة العربية رغم امتداد الإمبراطورية إلى وسط آسيا وجنوب شرق أوربا(البلقان).
إذن لم يكن للنهج السياسي او الإداري أن يعيق التفاعل و التطور السياسي في هذه البلدان العربية فهي ظلت بعيدة عن نخب الآستانة وكان عليها أن تخلق نخبها الفعالة الخاصة بها .
لكن هل تعتبر هذه البلدان حاليا أكثر نضوجا سواء ا علميا أو أدبيا أو سياسيا هل الأنظمة العربية في وسط شبه الجزيرة العربية أكثر حداثة و ديمقراطية منها في سوريا و مصر أو الجزائر وتونس؟؟؟
أظن أن الإجابة لاتتطلب وقتا كثيرا للتأمل والتفكير وتسمح بطرح اسئلة جديدة؛العثمانيون الذين أسهموا في نكبة فلسطين ألم يعيدوا مجد الإسلام الذي كان بدأ في الأفول ويفتحوا بلادا تعزز هذا الدين؟
العثمانيون الذين يتهمون بنكب الفلسطينيين ألم يكن بينهم عروج الذي أنقذ آلاف المسلمين من الأندلس و قبل أن تكون الجزائر في حماية العثمانيين ألم تكن ستسقط كاملة في أيدي الإسبان?

(للتذكير عروج هو من حرر تلمسان والجزائر من الأسبان سنة1915 ).
ألم يكن سليم الأول من ردع الصفويين وحررالعراق من سلطتهم هم الذين يقول عنهم د. علي شريعتي:"الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والإعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة".
هل كانت تلك الدول الإسلامية التي ضمها سواء سليم الأول أو سليمان القانوني ستكون في مأمن من مطامع أجنبية شرسة لولا وجودهم.
إن الامبراطورية العثمانية التي بدأت تضعف ليظهرذلك جليا مع بدايات القرن الثامن عشر ليست لتلام في نظري بعد كل إنجازاتها وليست لتلام في تلك الفترة على مركزيتها والأطماع الأوربية تتعاظم وتهدد ديارها.
إننا إن تمعنا في شخصيات بعض السلاطين العثمانيين لما وجدنا فيهم إلا امتدادا لخلفاء مسلمين يستحقون استخلاص العبر من طريقتهم في الحكم و التدبير و التوحيد و التسيير فهل نموذج محمد الفاتح أقل مجدا من خلفاء بغداد الخالدين أومن
نابليون الذي يفاخر به الفرنسيون
وألم يكن سليمان القانوني مثالا للحاكم المتمكن من وظيفته وحاميا لحمى الإسلام ومعزا لها وهو الذي وصل إلى البلقان ومشارف فيينا حاملا راية هذا الدين.
كل الاتهامات وكل الذنوب وكل مظاهر التخلف العربي التي تلصق على شرفات حكام الأناضول ودولتهم التي غيرت ملامح العالم ليست ذات وزن ونحن نعيش عصر الإعلاميات ونمتلك كل الوسائل التقنية والأكاديمية لنشر العلم والمعرفة والتعرف والتفتح على أي ثقافة مهما ابتعدت عنا جغرافيا.
الباس بزة المذنب للعثماني أو الكولونيالي فعل يجب ان يكون متجاوزا في القرن الواحد و العشرين بعد أن صار الكل يدرك الهزائم التي لحقت بالعرب وهم مالكو الذهب الأسود الذي يعتبر كالماء لحياة الإقتصاد العالمي وهم قارئو حكاوي بني إسرائيل قبل النكبة في كتاب الله وبعدها على أراضي فلسطين و المتخبطون بين مصالحهم ومصالح الأعداء لحد الآن ورغم كل شيء.

Nassira Takhtoukh

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس