عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 10 / 2012, 28 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

توكلنا على الله

قصة قصيرة لليافعين

توكّلنا على الله

إلى أين؟!
كصرخة دوّتْ في رأسه .
التفتَ يمينا بذهول ، وعيناه مفتوحتان على اتساعهما .
إلى أين ؟!
الصوت قاس ، وواضح . يطن في مسامعه بلا توقف .
ابتلع ريقه .
تمهل للحظة .
الطريق ممتد بلا انتهاء . وواجهات المحلات المتخمة ترمقه ببرود .
هرش رأسه .
تابع السير بخطى شاردة دونما اتجاه .
إلى أين ؟! قل لي ماذا تريد ؟!
ضوضاء السيارات يتعالى في المكان .والجو حار. والوجوه أمامه تتابع بلا انتظام . وشئ في داخله يصرخ باستمرار : إلى أين ؟!
رغب في البكاء .
هزّ رأسه . ضمّ عينيه . تتالت الصور في ذاكرته التعبة بلا انتظام .
هاهو العمر يرحل ولم أحقق ما أريده .
نزلت دمعة هوجاء واستقرت على أنفه المدبب .
بنيتُ أحلاما كثيرة .. امتطيتُ الريح . وعانقتُ الشمس . وركضتُ خلف أمواج البحر وليالي زهر العمر .
شعر بالاختناق . شئ يطبق على صدره ويضغط بقوة .
ابتلع ريقه . حلقه جاف . عيناه جمرتان متقدتان .. وهو ينزف ألما .
الواقع غير الحلم .
طبيعة الحياة وحياة الناس تختلف عن الطموح .
شعر بهدوء نسبي .
تباطأ خطوه المتعثلم أكثر.
الناس طباع وعادات ومجموعة أفكار متباينة .
والخيال سهل ، نرسم له صوره كما نريده . نزيّنه ونلوّنه ، وكما نشاء نحدد ملامحه .
اختار محلا لبيع العصير .
جلس بارتياح .
مدّ رجليه على طولهما وهو يتنهد .
طلب كوب برتقال مثلجا .
أسند رأسه بيده ، وحرّك بالثانية قطع الثلج المدوّرة الصغيرة .. تذكّر مصيف دمشق بلودان . تذكّر أباه وأمه وزوجته وأولاده .
تعبوا من أجلي كثيرا .. وأنا ماذا قدّمت لهم ؟!
ما زالت يده تحرّك قطع الثلج .. تدفن القطع رأسها قليلا ثم تطفو ، فترسم بتحركها دوائر متفرقة متتالية .
المسؤولية ؟!
نعم ! الشعور بالمسؤولية هو دائي ! فلأعترف بخطئي !
هرش ذقنه .
ترك الكوب المثلج لدقائق . عاوده شئ كما الحزن أو الشجن .
قطب جبينه ، وأغمض عينيه .
الصور في ذاكرته تنبض أمامه حية متجددة .
المسؤولية تبدأ منذ الصغر ، وتكبر بتقدم مراحل العمر.
كوّر قبضته وضرب الطاولة ، فذعر الكوب ونزّ خوفا .
الأب ليس نهرا جاريا يحقق كل ما نريده . والحياة كفاح وتعب ودأب مستمر .
الحلم يحتاج معاناة وسهرا وحركة . والدنيا ليست دموعا وحزنا وأوهاما.
رشف ثانية ، إنما بتلذذ ، وقال محدثا نفسه :
الفشل لايعني نهاية المراحل ، والسير يبدأ بخطوة ، والقوة في التواصل واستمراره مع الآخرين .. العزلة فشل وموت وانتهاء .
نهض من مقعده .
نادته بقايا الكوب ، فارتسمت على وجهه المتعب آثار ابتسامة رضية .
مشى باستقامة.
شعر بالتجدد وبدء حياة جديدة .
منذ الغد سأكون آخر .. سأكون جديدا بروح جديدة .
لا ! أنا سأتغير منذ اللحظة ولا داعي للندم وللدموع .
وتسارعت خطاه .
دلف بنشاط إلى منزله .
عانق بحرارة أباه وأمه العجوزين وزوجه ، وقبّل أولاده الصغار.
أنا بخير . نحن بخير. كلنا بخير، إذا عرفنا ماذا نريد وكيف نريد ومتى نريد .
وتعالى صوته وهو يضحك بارتياح :- العمر جميل برفقتكم ، ولكل منا دور ومهمة محددة .
وقيمة العمل بمدى إخلاصه ونفعه للآخرين .
وتابع بارتياح:- الزمن لا يرحم الكسالى . ومالم يتحقق اليوم قد نراه في الغد . وكل ليل يحمل في صدره مئات النجوم .




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 04 / 04 / 2013 الساعة 26 : 03 AM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس