يا قمري الشارد سلاماً
أعترف بأنك لست كالبقية
همساتك، نظراتك
وأحاسيسك
ببساطة كل شيء فيك مختلف
كما لو أننا عكسنا حروف الأبجدية
من الياء وحتى الألف
****
معك أحسست بالصفاء والنقاء
معك كنت أرنو دوماً إلى لقاء
كلامك لم يكن مجرد شعر
ولا بوحاً يوحي به ضوء القمر
نظراتك لم تكن مسافة يطويها السفر
لم نُخطط لقاءنا كالآخرين
فلقاؤنا كان صدفة رتبها القدر
كلما اقتربت منك كنت تأخذني بعيداً
وكلما ابتعدت عنك أعدتني إليك من جديد
وكنت أراك ملاكا في صورة بشر
****
فيك وجدت هويتي الضائعة
وأصالة شجر الزيتون
وقصص صمود وطني الرائعة
فيك عشقت شموخ النخيل
و دفء الشرق البعيد
ومقاومة طفل عنيد
****
علمتني أن أعيش في عينيك طقوس الهوى
وطقوس الحرية
فأصبحت كزهرة حالمة
فوق الجنان البابلية
كنت ألوذ بك كطفلة
وكان يحلو لي أن أختبئ وراءك
كنت ألهو كفراشة حيرى
و اعشق التحليق في فضائك
كنت أحب أن أقف كثيراً أمام مرآتي
لأراك وأحادثك
كنت أتخيلك تراقبني
وتنادي كل حواء فيَّ
كنت تثير أنوثتي فأزداد دلعا
وتدمع عيناي حيوية وولعاً
كم كانت نظراتي المغلفة بالدمع تأسرك
كنت اعرف أنها نقطة ضعفك
ونقطة قوتي كأنثى تعشقك و تحبك
كنت أغمض عيني شفقة عليك
وأعود وافتحهما من جديد لأكافئ صبرك
كنت تحب أن تراني متجددة دائما
كأوراق نبتة مخملية
أو حبة توت نبتت على عجل
كغزال شارد في البرية
أو مهرة تمشي على مهل
من الحلم إلى الصحوة
كنت اكره أن أعشقك سرا
فأنت مدينتي الغامضة
وأنت الملاذ في لحظة نشوة
اعلم أنني امرأة عصية على الامتلاك
واعلم انك متميز رغماً عني
ولكنك عنيد
غرورك استفزني
بعثرني
آلمني
وغربني من جديد
****
قل لي كيف هنت عليك؟
كيف هجرتني كأرصفة الشتاء؟
كيف تركتني كطفل يرتجف بلا غطاء؟
كيف صرت الداء بعد أن كنت الدواء؟
آه يا قمر مسائي الجميل سلاماً
آه يا مدينتي الضائعة سلاماً
آه يا أرَقي الجميل سلاماً
سلام لك انت ولا احد سواك
قل لي كيف الخلاص من هواك؟