رد: مختصر لمسائل كتاب الروح لابن القيم رحمه الله
المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا ؟
الجــــواب: الأرواح قسمان :
1- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.
2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا r في الرفيق الأعلى. قال الله﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾.وهـذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾ وأنهم ﴿يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم﴾ وأنهم ﴿ يستبشرون بنعمة من الله وفضل﴾.
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :
1. أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون.
2. إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم.
3. أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً.
|