لقد مرّ عام على رحيل شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق , هو رحل جسداً وبقي في قلوبنا ووجداننا روحاً وذكرى ومنهاجاً قولاً وعملا ,
رحل دون وداع, لكنه لم يعلم ونحن لم ندرك أنه سيرحل بهذه السرعة , ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي شدّ رحاله دون رجعة تاركاً في أنفسنا الألم والحسرة .
بالأمس كان بيننا إنساناً بكل ما في الكلمة من معان ,كان شفافاً أنيقاً مبتسماً , كان شاعراً حساساَ رائعاً , وقامة شعرية مثل طلعت سقيرق عندما يرحل على حين غفلة من الزمن فهو لم يترك آثاره الشعرية وحسب وإنما جعل في كل شبر عبق وشذى وفي كل صمتاّ بوح وفي كل غياب حضور .
كانت البداية مع طلعت سقيرق أمل وانتهت ألم وفراق قبل عام رحيلك كان حلم ... وهو ليس بقليل , كان وما زال حلم, لكن كلماته الجميلة ومشاعره الراقية ستبقى خالدة بيننا .
بالأمس القريب كان بيننا يداعبنا بكلماته الأخوية التي تحمل جلّ معاني التواضع وكرم الأخلاق .
فكم نشتاق اليوم إلى مجلسك أيها الإنسان والأديب المبدع , وهاهي الذكرى الأولى تمر على فراقك ووداعك لنتذكر من خلالها خصالك ونبلك وكرم أخلاقك .
وحين يعرج فكري تجاه طلعت سقيرق أتذكر شعره وأدبه وثقافته العالية , والحقيقة أكثر ما أتذكره ثمة مواقف جمعتني به فيها من الأخلاق والنبل الكثير : أتذكر عندما تعرفتُ عليه شخصياً لأول مرة وقتها زارني في المدرسة وهو يحمل لي العديد من إنتاجا ته الأدبية والشعرية الرائعة , وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على تواضعه و كرم أخلاقه واحترامه وتقديره لكل أصدقائه .
ومما أسعدني وشرفني في هذه السنوات القليلة التي شاركتُ فيها في نور الأدب هو التعرف على هكذا إنسان عملاق في الأدب والأخلاق .
فعزائي في أخ عزيز مثل طلعت سقيرق لن يعوض أبداً.
عقودٌ من الزيزفون لقلبك الطاهر أيها الأخ العزيز طلعت سقيرق ,
ورحمك الله , فأنت لا شك في جنان الخلد بإذن الله .
أختي وغاليتي أستاذة هدى الخطيب
صبّركِ الله وأعانكِ على فراق الراحل الكبير , وأمدّ الله بعمرك حتى تحافظي على هذا الموقع
الأدبي الكبير الذي حلمتما معاً على إنشائه وهاهو أصبح صرحاً أدبياً كبيراً ورائداً في مجال
الأدب والفكر والثقافة وتفوح في كل أركانه أنفاس شاعرنا الكبير طلعت سقيرق رحمه الله
وأسكنه فسيح جنانه .